هبطت أسعار النفط اليوم (الأربعاء) بسبب استمرار الشكوك في أن الخفض المزمع في الإنتاج الذي تقوده «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) وروسيا، سيكون كبيراً بما يكفي للقضاء على فائض المعروض الذي تعاني منه الأسواق منذ أكثر من عامين. وهبطت أسعار التعاقدات الآجلة لخام «برنت» الدولي 24 سنتاً أو 0.45 في المئة إلى 53.69 دولار للبرميل مقارنة مع آخر إغلاق لها. وكذلك هبطت أسعار التعاقدات الأجلة لخام «غرب تكساس» الوسيط الأميركي 19 سنتاً أو 0.37 في المئة إلى 50.74 دولار للبرميل. وتراجع سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) المرجع الأميركي للخام تسليم كانون الثاني (يناير) 38 سنتاً ليبلغ 50.55 دولار في المبادلات الالكترونية في آسيا. وخسر برميل «البرنت» المرجع الأوروبي تسليم شباط (فبراير)، 38 سنتا أيضاً وبلغ سعره 53.55 دولار. وارتفعت أسعار النفط بشكل كبير بلغ 19 في المئة بعدما أعلنت «أوبك» وروسيا الأسبوع الماضي أنهما ستخفضان بشكل مشترك الإنتاج العام المقبل في محاولة لتعزيز الأسواق. ولكن شكوكا ظهرت بعد ذلك في شأن ما إذا كانت الخفوضات المزمعة كبيرة بما يكفي لإنهاء الفائض بعدما تحدثت كل من «أوبك» وروسيا عن إنتاج قياسي. وأعلنت «أوبك» في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أنها ستخفض انتاجها بمقدار 1.2 مليون برميل اعتباراً من أول كانون الثاني (يناير)، مما سمح بارتفاع الأسعار بنسبة 15 في المئة. لكن وعلى الأمد القصير، ارتفع انتاجها تحت تأثير الدول الأفريقية الأعضاء في «الكارتل» ليبلغ 34.2 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني (نوفمبر)، حسبما ورد في دراسة نشرتها وكالة «بلومبرغ نيوز» مساء الاثنين. ويفترض أن تعقد الدول المنتجة (أعضاء أوبك وغير الأعضاء) اجتماعاً السبت في فيينا لتكريس الاتفاق الذي تم التوصل إليه. لكن بعد أسبوع من الحماس، بدأت الأسواق تشكك مجدداً. وقال المحلل في مجموعة «اواندا» جيفري هالي إن «روسيا واوبك تنتجان مستويات قياسية والأسواق تفكر كيف يمكن للطرفين النجاح في تطبيق أهداف خفض الانتاج». وأضاف: «هذا القلق مبرر، لأنه بقدر ما تنتج روسيا وأوبك ترتفع العتبة التي سيبدأ الخفض انطلاقاً منها»، مؤكداً أن «اجتماع نهاية الأسبوع قد يكون مهماً جداً». وينتظر المستثمرون أيضاً نشر الأرقام المتعلقة بمخزونات الخام الأميركي التي تشكل مؤشراً للطلب في أول اقتصاد في العالم. وكان سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) خسر 86 سنتاً وبلغ سعره 50,93 دولاراً في سوق المبادلات في نيويورك. وفي لندن، خسر برميل البرنت 1,01 دولار ليبلغ 53,93 دولاراً. إلى ذلك، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي اليوم إن سوق النفط العالمي يحتاج إلى مستويات سعرية توفر حوافز للاستثمار في الإنتاج، وإنه حتى عند سعر 50 دولاراً للبرميل كانت الاستثمارات تنخفض. وأضاف المزروعي في قمة بلومبرج للأسواق: «اختبرنا أسعاراً عند 40 و50 دولارا، ولم ينجح الأمر». وقال إنه وفي أعقاب اتفاق «أوبك» على خفض الإنتاج بات واثقاً من أن المنتجين غير الأعضاء فيها سيخفضون الإنتاج أيضاً، مشيراً إلى أن السوق قد تصحح وضعها إلى مستويات معقولة في غضون ستة أشهر. وأضاف: «سنرى خلال ستة أشهر ما هو المطلوب وسنأخذ التدابير المناسبة».