واشنطن - رويترز - سعى البيت الأبيض أمس، الى الحد من التأثيرات السلبية لكتاب جديد اصدره الصحافي في جريدة «واشنطن بوست» بوب وودورد بعنوان «حروب أوباما»، وتحدث عن انقسام فريق الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك أوباما في شأن استراتيجية الحرب في أفغانستان، وصولاً الى تشكيك بعضهم في نجاحها. وعلى رغم أن الكتاب لن يطرح في المكتبات قبل الإثنين المقبل، أثارت مقتطفات منه نشرتها صحف كبيرة ضجة في واشنطن، وقد تثير شكوكاً لدى مشرعين يسيطرون على الإنفاق العسكري. وتناولت المقتطفات خلافات بين اوباما وكبار القادة العسكريين، خصوصاً الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة، والجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأجنبية في افغانستان خلال مراجعة استرتيجية الحرب عام 2009، حين أرادا زيادة عدد القوات في افغانستان بعدد اكبر مما اراد الرئيس. وأشار الى تراشق أعضاء فريق الأمن القومي بعبارات شخصية لاذعة، بينها وصف جو بايدن، نائب الرئيس، ريتشارد هولبروك، المبعوث الأميركي الى افغانستان وباكستان بأنه «أكبر مغرور قابله في حياته». وكذلك تهكم مسؤوليين من مستشار أوباما للأمن القومي جيمس جونز الذي وصف بدوره بعض مستشاري الرئيس بأنهم «جراثيم مياه». ونقل وودورد الذي اشتهر بتغطيته فضيحة «ووترغايت» التي أدت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1974عن أوباما قوله: «لا استطيع فقدان الحزب الديموقراطي كله»، علماًً انه تعهد خلال حملته الانتخابية التحول عسكرياً عن العراق إلى أفغانستان، مع الأخذ في الاعتبار الأخطار السياسية من الانغماس هناك. وأشار الى ان هولبروك قال إن «استراتيجية الرئيس لا يمكن أن تنجح». لكن الكتاب خلص الى ان أوباما «رئيس محترف كلف مستشاريه بواجبات، لكنه غضب من محاولات قادة عسكريين ليّ ذراعه». ولم يعلق البيت الأبيض على تفاصيل رواية وودورد، لكنه قلل من اهمية الصراع الداخلي الذي أورده الكاتب، مؤكداً أن قراءة الكتاب بالكامل «ستُظهر أن أوباما زعيم حاسم اتسم برؤيا تحليلية في مراجعة سياسات بلاده بأفغانستان العام الماضي». وصرح مسؤول بارز في الإدارة بأن «جميع اعضاء فريق الرئيس وقعوا على استراتيجية أفغانستان، وعاكفون على تنفيذها». وكشف الكتاب ايضاً أن الولاياتالمتحدة تملك معلومات استخباراتية عن معاناة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي من اكتئاب يتعالج منه عبر تناول ادوية، ما قد يقوض جهود تخفيف حدة التوتر بين إدارة أوباما وكارزاي. وأورد الكتاب أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي أي) تملك «جيشاً سرياً» في أفغانستان يتألف من 3 آلاف رجل غالبيتهم من الأفغان ينفذون مهمات لاعتقال عناصر «طالبان» وقتلهم في منطقة القبائل الباكستانية، وحشد دعم فيها.