حسمت هيئة الأرصاد وحماية البيئة الجدل حول نفوق كميات كبيرة من الأسماك في ساحل القطيف أمس الأول. وقالت الهيئة على لسان متحدثها الرسمي في المنطقة الشرقية حسين القحطاني إن سبب نفوق الأسماك يعود إلى نقص الأوكسجين الذي سببته زيادة طحالب البحر. وقال القحطاني رداً على أسئلة «الشرق» إن المياه الضحلة والقليلة جداً أسهمت في تشكل بيئة ملائمة لنمو الطحالب التي امتصت كميات كبيرة من الأكسجين الذائب في المياه. وذكر أن منطقة نفوق الأسماك تتراوح ما بين 4 أمتار في 4 أمتار، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة عادة ما تحدث في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة . وكان بحر القطيف قد لفظ آلاف الأسماك المتنوعة على شواطئه، وشكلت الأسماك النافقة شريطاً طويلاً امتد على طول الساحل. وأوضح نائب جمعية الصيادين في الشرقية جعفر الصفواني ل «الشرق» أن موقع نفوق الأسماك، مغلقا تصب فيه مياه الصرف الصحي، ويتجه إلى البحر في حال المد، ويدخل الماء من الجنوب إلى جهة الشمال تجاه دوار الرياض. مبيناً أن منطقة الدوار محصورة، ومن المفترض أن يُفتح لها ممر مائي بين مدخل الميناء والجسر، يكون سهلاً وقوياً، مشيراً إلى أن عدم وجود هذا الممر المائي سيدور الماء ويتجه إلى الميناء، وتنحصر المياه وتتجمع فيها الأوساخ والقاذورات، وتنتشر فيها الروائح الكريهة، فضلاً عن تلون التربة إلى اللون الأسود، كونها منطقة مغلقة. ولفت إلى أن الجهة الوحيدة المفتوحة هي الجهة الشرقية باتجاه تاروت دارين، مضيفاً أن دخول السموم في المياه سيؤثر على الثروة السمكية في المنطقة وعلى المياه البحرية كروائح، والتربة تصبح مستنقعاً. واقترح الصفواني عمل جسر يتجه للميناء قبل فتح سوق السمك الجديد في البحيرة الملاصقة للميناء؛ تفادياً للاختناقات والحوادث، وقال «هذا ما طلبناه من المجلس البلدي الأول من سنوات، وكررنا الطلب عدة مرات، للمجلس والبلدية. كما اقترح عمل ممر لتسهيل حركة المياه في عمليتي المد والجزر، داعياً إلى عمل دراسة بيئية لهذه المنطقة لكيفية التعامل معها إلى جانب إلغاء أنبوب الصرف الصحي أو عمل أنبوب داخلي بعمق 300 إلى 400 متر، وهذا المعمول به عالمياً. وشدَّد الصفواني على ضرورة ألا يرمى في البحر إلا المياه الصرفية المعالجة، لافتاً إلى أن منطقة النفوق تصب فيها مياه الصرف الصحي غير المعالج بدليل لون التربة الأسود، والروائح الكريهة المنبعثة من الأنابيب. و دعا الباحث في علوم البيئة والجيومعلوماتية علي مدن العلي إلى فتح الممرات المغلقة ليدخل ماء البحر والأسماك، والكائنات الأخرى بشكلٍ طبيعي إلى حاضنتها لتخفيف نسبة التلوث، ولتجنب نفوق الأسماك مستقبلاً، ووقف تدفق مياه المجاري غير المعالجة في البحر. و قال العلي» حادث نفوق الأسماك في كورنيش القطيف حدث بين أكبر مناطق ردم لأشجار المانجروف، وأن منطقة النفوق يحدها من الشمال غابة مانجروف مردومة وبمساحة كبيرة جداً تقع جنوبتاروت، وقدرت مساحتها بحسب الدراسة نشرتها أرامكو عام 2005 بحوالي 2 كيلو متر مربع ويحدها من الجنوب غابة مانجروف كبيرة جداً مردومة على ساحل عنك، وهي ما تعرف بمخطط النايفية، وهي غابة قد يزيد حجمها على الغابة الأولى.» وأضاف»أن نفوق الأسماك في منطقة ميناء الدمام تزامن مع عمليات إغلاق للممرات المائية، وردم كبير لغابات المانجروف التي كانت موجودة حتى 3 سنوات، وهي الآن مردومة بشكل كامل وجزء منها محاط بالحواجز لغرض المشاريع التجارية»، وقدر الباحث العلي مساحة الغابة المردومة في ميناء الدمام بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكلنولوجيا والأقمار الصناعية بحوالي 1.31 كيلو متر مربع. وكشف العلي عن أن هناك دلائل ومؤشرات لاختلال في توازن البيئة سببه التلوث وعمليات الردم الجائر لغابات القرم بشكل رئيس؛ مبيناً أن علماء حذروا من خلال البحوث السابقة من كوارث غير متوقعه إذا استمرت عمليات الردم. وأوضح الباحث العلي أنه أخذ عينات من التربة في عدد من المناطق لقياس مؤشر التلوث فيها في كل من: الدمام، وسيهات، وجزيرة تاروت، والعوامية، وصفوى، ورأس تنوره بغرض إكمال دراسته الجامعية ماجستير في علوم البيئة في أيرلندا: بعنوان» تقييم بيئي لغابات المانجروف في خليج تاروت». وقال إن أسوأ منطقة متدهورة بيئياً هي منطقة شمال تاروت، بنسبة تلوث نصف من عشرة، وهو مؤشر لمستوى عالٍ جداً من التلوث، وغابة الزور ثم حي الجامعيين، وهي جميعاً مناطق مغلقة أغلقت تمهيداً للردم وعمل مخططات سكنية وتجارية. وأوصى الباحث العلي بضرورة الحفاظ على ما تبقى من غابات القرم من التلوث، وخطر الردم، وذلك بتعويض أصحاب الأراضي في أحياء الجامعيين بتاروت والنسيم في سيهات بتعويضات مجزية تضاهي سعر السوق، ومعاقبة ومتابعة المصانع التي تسببت في ظهور تلوث كالمادة الوردية التي ظهرت على كورنيش سيهات. من جهة أخرى، وقف رئيس المجلس البلدي شرف السعيدي ميدانياً عصر أمس على الموقع الذي شهد نفوق الأسماك في بحر القطيف، وأبدى بعض الملاحظات على الحادثة. وأوضح أن المنطقة التي شهدت نفوق الأسماك منطقة مفتوحة بجانب مصب للصرف الصحي ويصب في مياه الشاطئ، مشيراً إلى أن مياه المنطقة عكرة نتيجة المصرف الصحي، كما لوحظ وجود روائح كريهة منبعثة من أنبوب الصرف الصحي. وبين السعيدي أن فريقاً من البلدية وقف على الموقع صباح أمس وأخذ عينات من الموقع وينتظر إعلان نتائج الفحوصات للموقع، أو أي فحوصات أجرتها جهات مختصة أخرى. وأكد أن المجلس سيعمل جاهداً في حال اتضح من خلال عينات الموقع أن أسباب النفوق ضمن اختصاص المجلس والبلدية سيبادر ويعمل على حلها وعدم تكرارها والمساهمة في الحد منها. - 40 % زمرور – 40 % لحلاح – 20 % أسماك ساحلية بيضاء كالميد، والقرقفان. كان آخر حادثة نفوق شهدتها سواحل القطيف في 2011 الشهير، حيث نفقت أسماك المشاري،على امتداد الساحل الجنوبي لشاطئ خليج تاروت. «وأشارت النتائج إلى أن عملية نفوق الأسماك في منطقة «المد الأحمر» كان نتيجة النقص الحاد في كمية الأوكسجين الذي في مياه البحر، مصحوبا بارتفاع في درجات حرارة مياه البحر، كما أن «الحاجز الرملي» بشريط طولي مقدر ب 600 متر الذي وضعته بلدية محافظة القطيف على امتداد شاطئ المشاري، وضيق مساحة مرور المياه الجديد، كان سبباً مباشراً لعدم تجدد المياه الذي أدى إلى نقص كمية الأوكسجين»، ونفوق الأسماك.