أجلت نيودلهي أكثر من 10 آلاف قروي يعيشون في البنجاب الهندي (شمال غرب) المحاذي للحدود مع باكستان، وسط مخاوف من تصعيد عسكري غداة تنفيذ قواتها الخاصة عملية في الجانب الخاضع لسيطرة جارتها من الحدود في إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، ضد مخابئ «لإرهابيين» قرب خط مراقبة شطري الإقليم، معترفة ضمناً بأن هذه المواقع كانت في الجانب الخاضع لسيطرة باكستان. وجاءت العملية العسكرية بعد نحو عشرة أيام على هجوم على قاعدة هندية في كشمير، أسفر عن مقتل 19 جندياً هندياً واعتبر الأخطر منذ إعلان وقف للنار في كشمير عام 2003. ودعت الأممالمتحدة الى الهدوء بعد العملية الهندية التي أكدت باكستان أنها مجرد «تبادل للنار»، قبل أن تعقد اجتماعاً حكومياً طارئاً لبحث التوتر. كما أرسلت باكستان مبعوثين خاصين الى بكين لإطلاع الصين على الوضع المتدهور في كشمير. وشوهد قرويون يحملون مقتنياتهم على شاحنات أو جرارات أو حتى دراجات نارية، أثناء إخلاء بلدات تقع في شريط عرضه عشرة كيلومترات موازٍ للحدود مع باكستان، علماً أن العملية قد تشمل ست مناطق في البنجاب على طول حاجز الأسلاك الشائكة. وتحولت مدارس ومعاهد ومراكز اجتماعية إلى مخيمات للأشخاص، للمكوث فيها حتى هدوء التوترات. وقالت فيديا ديفي في سامبا: «أمرتنا الحكومة بالمغادرة، ونحن نشعر بالخوف من إطلاق النار من الجانب الآخر، لذا لجأنا الى معبد نارسينغ». وصرح جاسوانت كور، المزارع البالغ 55 من العمر، بأن «عملية الإجلاء هي الرابعة في السنوات الأخيرة». وزاد: «الرحيل من المنزل والحقل وترك الماشية ليسا أمراً جيداً. والعيش هنا يعني البقاء في حال تأهب». وطالبت السلطات «من لم يستطيعوا النزوح بألا يجازفوا في الخروج من منازلهم، خلال ساعات الصباح الأولى أو في ساعة متقدمة ليلاً». وأمرت نيودلهي قوات الأمن بتعزيز مراقبة الحدود في منطقة جامو وكشمير، وهي شطر من الحدود الهندية - الباكستانية الممتدة مسافة 3300 كيلومتر، علماً أن عمليات إجلاء أقل حجماً أجريت شمال الهند قرب مدينة جامو. على جانبي الحدود، عكست وسائل الإعلام صعود نزعة قومية حادة، إذ أشادت صحيفة «ذي ايكونوميك تايمز» الهندية ب «إعلان الحكومة الهندوسية القومية للمرة الأولى عن الضربات، وواجهت باكستان مباشرة». وأبدت الصحيفة ارتياحها، لأن هذا الإعلان «يعني انتهاء الإدارة التقليدية لعلاقاتنا مع جارٍ عدو، ويرسم خطاً أحمر جديداً». وأيضاً أبدى رام مادهاف، الأمين العام الوطني لحزب «بهاراتيا جاناتا» الحاكم رضاه عن «رد الهند المتعدد المسارات» على الهجوم على قاعدة الجيش. وكتب في صحيفة «انديان اكسبرس»: «بالنسبة الى باكستان، كان الإرهاب خياراً رخيص الثمن طول هذه السنين. حان وقت جعله باهظ الثمن». في المقابل، وصفت الصحف الباكستانية «الضربات الجراحية للهند بأنها مهزلة». ونقلت صحيفة «ذي اكسبريس» التي تصدر بلغة الاوردو على صفحتها الأولى عن شهباز شريف، حاكم اقليم البنجاب الباكستاني وشقيق رئيس الوزراء نواز شريف: «كل الأمة متحدة مع جيشنا الباسل لنسف أهداف أعدائنا المبيتة». لكن صحيفة «دون أصدرت موقفاً أكثر اعتدالاً، عبر التحذير من «حرب الكلمات التي تعد على الدرجة نفسها من الخطورة التي تتسم بها حرب السيوف». وشهد الشطر الهندي من كشمير أعمال عنف أسفرت عن أكثر من 80 قتيلاً وآلاف الجرحى طوال الأسابيع التي تلت مقتل الشاب برهان واني، وهو انفصالي كان يحظى بشعبية كبيرة في تموز (يوليو) الماضي. حظر الأفلام الهندية... في باكستان أوقفت دور السينما في باكستان أمس، عرض الأفلام الهندية تضامناً مع القوات المسلحة بعد تصاعد العنف في إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين. وقال نديم مندفيوالا الذي تدير شركته ثماني دور عرض في كراتشي والعاصمة إسلام آباد: «أوقفنا عرض الأفلام الهندية حتى يتحسن الوضع، ويعود إلى طبيعته». كما ربط القرار بحظر رابطة المنتجين السينمائيين الهنود استعانة أعضائها بممثلين باكستانيين، ما دفع ببعض الممثلين الهنود إلى الدفاع عن زملائهم الباكستانيين، وقال النجم الهندي الشهير سلمان خان لصحافيين: «إنهم فنانون. الموضوعان مختلفان. أتظنون أن الفنانين إرهابيون»؟