في ضوء استكمال الجدل الداخلي في الولاياتالمتحدة بين الخطين اليميني والليبرالي حول بناء مسجد «بيت قرطبة» قرب موقع مركز التجارة العالمي الذي استهدفته اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، أكد المبعوث الأميركي لدى منظمة «المؤتمر الاسلامي» رشاد حسين ل «الحياة» تمسك الولاياتالمتحدة بحماية الحريات الدينية، مجدداً ثقته بأن هذه القيم «ستسود». وأكد حسين التزام ادارة الرئيس باراك أوباما الاطار العريض الذي رسمته في خطاب القاهرة على صعيد تطبيق حل الدولتين، وانهاء الحرب في العراق وأفغانستان، مشيراً الى ان واشنطن تدرك أن الحل العسكري وحده لا يكفي في أفغانستان. واعتبر المسؤول أن ادارة أوباما تتعامل مع العالم الاسلامي «من خلال استراتيجية شاملة للانخراط ليس فقط في شؤون السياسة والأمن، بل في قطاعات الصحة والتعليم وغيرها من المسائل التي تقلق المسلمين»، وذلك من خلال منظمات حكومية وغير حكومية. وعن تراجع شعبية أوباما بين المسلمين والعرب استناداً الى استطلاع أخير أجراه مركز زغبي، قال حسين : «نعي أهمية القضايا السياسية، وان معظمها لا يمكن حلها خلال شهر أو سنة. لكننا نُصّر على حلها وبينها الانسحاب من العراق وبلوغ حل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية»، مبدياً ثقة بأن واشنطن ستنجح مع الوقت، وبأن تحركها يخدم مصلحة الجميع... وعن الجدل حول مسجد «بيت قرطبة»، أشار حسين الى أن «الرئيس اوباما كان واضحاً بدفاعه عن حق بناء مسجد قرب الموقع الحساس باسم حرية المعتقد التي يكفلها الدستور الاميركي. وما قاله هو موقفنا». وأضاف: «تدافع ادارتنا عن الحريات الدينية، وذهبنا مع الادارة الى القضاء للدفاع عن حق المرأة في ارتداء الحجاب. ستعارض عناصر دائماً في كل مجتمع مبادئ وقيم معينة، لكن اميركا أثبتت دائماً تمسكها الوثيق بهذه القيم التي ستسود في نهاية المطاف». وفيما استمر موضوع بناء المسجد في التفاعل، مع استخدام الجمهوريين تصريحات أوباما المؤيدة لبنائه في حملتهم لانتخابات التجديد النصفي، واعلان زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد القريب من اوباما معارضته للمشروع، اعلن بيل برتون الناطق باسم الرئيس اوباما ان الاخير يحترم رأي ريد، على غرار اي شخص أكان ديموقراطياً او جمهورياً او مستقلاً. وقال: «السناتور ريد مستقل للغاية. انها احدى نقاط قوته كقائد للحزب الديموقراطي. اذن، الرئيس لا يزعجه ان يكون ريد غير موافق». وكان حاكم نيويورك، ديفيد باترسون، اعلن عزمه بحث نقل المسجد إلى مكان جديد أقل إثارة للمشاعر بعيداً من موقع هجمات 11 ايلول 2001. وهو اجرى اتصالاً مع شركات البناء المعنية، لكن اية مناقشات رسمية لم تحصل بينه وبين الإمام أو شركة البناء، في انتظار تحديد موعد قريب لذلك». على صعيد آخر، رافق جون برينان، مستشار اوباما في مكافحة الارهاب، الرئيس في عطلته الصيفية الى سياتل (واشنطن، شمال غرب)، بعد ثمانية أشهر على عطلة رئاسية في هاواي قطعتها محاولة فاشلة لتفجير طائرة فوق ديترويت في 25 كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وانضم اليهما مستشارون آخرون، هما فاليري جاريت وبيت راوز. واعتبر برينان، وهو من قدامى وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي أي)، احد المسؤولين الذين طاولتهم شكاوى معاناة اجهزة الاستخبارات من ثغرات خطيرة بعد محاولة التفجير في كانون الاول الماضي. وفي السابع من كانون الثاني (يناير) الماضي، اعترف برينان بعدما اعلن اوباما انه يتحمل مسؤولية هذا الفشل، بأنه ابلغ الرئيس انه ليس بمستوى مهمته وانه خذله، متعهداً تنفيذ عمله بشكل افضل»، في وقت اوحى اوباما بأنه يستبعد اية استقالات. وقال بورتن ان مستشارين آخرين مقربين من اوباما هما فاليري جاريت وبيت راوز سينضمان ايضاً الى العطلة الرئاسية.