ستعيد السلطات في كوريا الشمالية توجيه اليد العاملة المستنفرة في البلاد لتعزيز الاقتصاد، بهدف مساعدة ضحايا الفيضانات في شمال شرقي البلاد وتحويل المناطق المنكوبة «عالماً سحرياً»، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء الرسمية اليوم (الأحد). وتحدثت الأممالمتحدة الأسبوع الماضي عن واحد من أسوأ فيضانات نهر تومين الذي يشكل جزءاً من الحدود بين كوريا الشمالية على ضفة، وبين الصين وروسيا على الضفة الأخرى. وكان «مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية» أعلن بالاستناد إلى معلومات حصل عليها من الحكومة الكورية الشمالية، ان 60 شخصاً قضوا في تلك الفيضانات وان 44 ألفاً آخرين باتوا مشردين. ولم تقدم «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم أي حصيلة للضحايا، لكنها ذكرت ان «عشرات آلاف» المنازل والمباني الرسمية دُمرت، وكذلك السكك الحديد والطرق وخطوط الكهرباء والمصانع والحقول التي أُتلفت أو غمرتها المياه. وأضافت الوكالة ان سكان منطقة هامغيونغ في الشمال الشرقي، يواجهون «صعوبات كثيرة». ومنذ بداية حزيران (يونيو) الماضي، وفيما بالكاد انتهت حملة استمرت 70 يوماً لتعزيز الإنتاج، بدأت كوريا الشمالية تعبئة جديدة هي «معركة ال 200 يوم» لإنعاش الاقتصاد. واعتاد شعب كوريا الشمالية على الحملات الجماهيرية للتعبئة الإلزامية التي تخضع فيها درجة مشاركة الناس لمراقبة لصيقة وتُستخدم معياراً لقياس درجة الولاء للنظام. ونقلت «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم عن «اللجنة المركزية» ان هذه التعبئة التي تستمر 200 يوم سيعاد توجيهها نحو المنكوبين، مضيفةً ان الهدف هو «إعادة توجيه جميع الجهود نحو بناء المساكن لتأمين مأوى دافئ للأشخاص الذين تضرروا من الفيضانات وتحويل المناطق المنكوبة خلال سنة إلى عالم خيالي تحت إشراف حزب العمال». ولأن البنى التحتية والمرافق الملائمة غير متوافرة، تتأثر كوريا الشمالية كثيراً بالكوارث الطبيعية، وبخاصة الفيضانات الناجمة عن تجريد التلال من الأشجار. وفي صيف العام 2012، أسفرت فيضانات وانزلاقات للتربة ناتجة من أمطار غزيرة، عن 169 قتيلاً و400 مفقود و212.200 مهجر، وإتلاف 650 كيلومتراً مربعاً من الأراضي المزروعة، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية. وكانت الفيضانات والأمطار الغزيرة من أسباب أسوأ مجاعة حصدت من العام 1994 إلى 1998 مئات آلاف الضحايا.