في حين استمرت المعارك العنيفة بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة في ريف اللاذقية غرب البلاد، حيث تحاول قوات النظام التصدي لهجوم شنته كتائب إسلامية معارضة في منطقة الحدود السورية مع تركيا، أعلن الثوار في محافظة القنيطرة فتح جبهات ضد النظام «تضامناً» مع رفاقهم الذين يخوضون معارك شرسة في اللاذقية، كما حققوا مكاسب ميدانية في جنوب مدينة حلب شمالاً. وعلى صعيد «معركة الساحل» في ريف اللاذقية، أعلن مقاتلو المعارضة أنهم نصبوا مكمنين للجيش النظامي وموالين في منطقتي تشالما و «النقطة 45» في الريف الشمالي في جبل التركمان، ما أدى إلى مقتل 37 شخصاً. وأوضحوا أن الثوار قتلوا أكثر من 26 عنصراً من قوات النظام ومقاتلي «حزب الله» في مكمن خلال محاولتهم التسلل إلى قمة جبل تشالما، كما قتلوا 11 آخرين في مكمن بمحيط المرصد 45 الذي يشهد معارك كر وفر بين قوات النظام والمعارضة منذ بدء «معركة الأنفال» التي بدأتها كتائب إسلامية في 21 آذار (مارس) الماضي. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية وأجنبية و «المقاومة السورية لتحرير لواء إسكندرون» من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وجنود الشام وحركة أحرار الشام وحركة شام الإسلام وأنصار الشام ومقاتلي عدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في محيط جبل تشالما، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وبينما أفاد ناشطون في مدينة اللاذقية أن مجموعة من صواريخ «غراد» سقطت على منطقة المربع الأمني وقيادة القوى البحرية في ضاحية بوقا، ذكر «المرصد» أن «صواريخ غراد سقطت في محيط مدينة جبلة. كما سقطت قذائف على الأراضي الزراعية لقرية كرسانا التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية». وفي محافظة القنيطرة بين دمشق والجولان، أعلنت «جبهة النصرة» وكتائب مقاتلة «بدء معركة فجر التوحيد نصرة للأنفال» في إشارة إلى الاسم الذي أطلقته المعارضة على معركة ريف اللاذقية الشمالي. وأشار «المرصد» إلى تشكيل 4 غرف عمليات في القنيطرة هي: «غرفة عمليات الفاتحين» و «غرفة فتح الشام» و «غرفة تجمع تحرير القنيطرة» و «غرفة عمليات النصرة»، لافتاً إلى «معلومات عن تقدم الكتائب الإسلامية المقاتلة في السرية الثالثة في التلول الحمر وإعطاب دبابة للقوات النظامية وخسائر بشرية في صفوفها، ترافق مع قصف القوات النظامية مناطق في ريف القنيطرةالجنوبي». وفي حلب، ذكرت شبكة أخبار «حلب نيوز» أن غرفة عمليات «أهل الشام» أعلنت بدء معركة «الاعتصام بالله» بهدف السيطرة على سوق الجبس ومدرسة الحكمة التي تقع قرب مدفعية الراموسة وتتحصن فيها «ميليشيات عراقية»، وفق المعارضة. وأضافت أن «الثوار تقدموا بالفعل في اتجاه المدرسة وسوق الجبس وسيطروا على عدد من المباني». كما أفيد عن سيطرة «جيش المجاهدين» على منطقة عقرب قرب مدرسة الحكمة، وقطع إمدادات قوات النظام على طريق الراموسة- الأكاديمية العسكرية. وحاول النظام عرقلة هجوم المعارضة من خلال ضربات وجهتها مروحياته، التي ألقت أكثر من 20 برميلاً متفجراً على محيط مدرسة الحكمة جنوب حلب، لكن الثوار تمكنوا من إسقاط إحدى هذه المروحيات بعد الظهر، وفق تنسيقيات المعارضة. ويشارك في هجوم المعارضة جنوب حلب «جيش المجاهدين» و «جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام الإسلامية». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» هجوم المعارضة، قائلاً إن «اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية من جهة وبين مقاتلي جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين في حي الراشدين، ما أدى إلى سيطرة (الكتائب الإسلامية) على منطقة عقرب الواقعة بين ضاحية الأسد ومدرسة الحكمة بحي الراشدين واستشهاد مقاتلين اثنين من الكتائب الإسلامية المقاتلة ومقتل ما لا يقل عن 7 عناصر من القوات النظامية». وأشار «المرصد» أيضاً إلى مقتل ما لا يقل عن 10 مواطنين وإصابة أكثر من 30 آخرين بجروح إثر سقوط قذائف أطلقتها كتائب إسلامية مقاتلة على مناطق في حي الحمدانية وساحة سعدالله الجابري الخاضعين لسيطرة القوات النظامية في حلب. وذكر «المرصد» أيضاً أن اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات النظامية من طرف ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وكتائب مقاتلة من طرف آخر في منطقة تلة صبيحية قرب مدينة السفيرة قرب حلب، في حين دارت فجراً اشتباكات عنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي الدولة الإسلامية إثر هجوم مقاتلي الدولة على قرية قلحيدة بريف مدينة عين العرب (كوباني). وفي شمال غربي البلاد، أعلن «المرصد» عن قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة سراقب في إدلب تبعه قصف من القوات النظامية على البلدة، في وقت نفّذ الطيران الحربي غارتين في منطقة الأوتوستراد الدولي بين معسكر الحامدية وبلدة حيش، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة. وتابع «المرصد» أن اشتباكات دارت ليلة أول من أمس «بين مقاتلي جبهة مقاتلة ومقاتلي كتيبة مقاتلة في بلدة حارم على الحدود السورية- التركية واستمرت الاشتباكات حتى صباح اليوم (أمس) بشكل متقطع، إثر خلاف بين الطرفين حول تهريب المحروقات في المنطقة». وفي وسط البلاد، أفاد «المرصد» أن القوات النظامية اقتحمت قرية حيالين بريف حماة الغربي، حيث تردد أنها قامت ب «إعدامات ميدانية». وفي محافظة ريف دمشق، سقطت قذائف هاون في مدينة جرمانا، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، كما قصفت قوات النظام مناطق في جرد بلدة هريرة بمنطقة وادي بردى، وسط تجدد القصف المدفعي والجوي على مناطق في بلدة المليحة التي يحاول النظام منذ أيام اقتحامها. وأوضح «المرصد» أن قصف النظام لمدينة دوما ليلة أول من أمس أسفر عن «استشهاد 12 مواطناً بينهم سيدة و3 من أطفالها وحفيدتها ومواطنة وطفلة، كما استشهد 21 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية المقاتلة يوم (أول من) أمس في اشتباكات مع القوات النظامية والمسلحين الموالين لها في وادي بردى وبالقرب من حاجز الفاخوخ وبالقرب من قرية هريرة والمليحة ومناطق في الغوطة الشرقية». وأضاف: «كما قتل خلال الاشتباكات التي دارت (أول من) أمس في عدة مناطق بريف دمشق، ما لا يقل عن 30 من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، في حين وردت أنباء عن استشهاد ما لا يقل عن 20 مقاتلاً من الكتائب الإسلامية المقاتلة بعد منتصف ليل الأحد- الإثنين جراء مكمن من القوات النظامية وحزب الله اللبناني بين مدينة الضمير وميدعا». وأضاف أنه «دارت بعد منتصف ليلة (أول من) امس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدة الصرخة قرب بلدة رنكوس بمنطقة القلمون، وأنباء عن تقدم للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها في المنطقة». وتابع أنه «وردت معلومات عن تفجير مقاتل من جبهة النصرة لعربة مفخخة صباح اليوم (أمس) قرب حاجز للقوات النظامية في منطقة رأس العين تبعه اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في المنطقة، وسط تقدم للنصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة في منطقة الاشتباكات، ترافق مع قصف القوات النظامية مزارع بلدة رنكوس». وفي دمشق، سقطت صباحاً قذائف هاون على منطقة البرامكة، ما أدى إلى سقوط جرحى. وفي محافظة درعا، قصف النظام مناطق في بلدة بصرى الشام بقذائف الهاون، فيما تعرضت مناطق في بلدة نصيب لقصف جوي. ونفذ الطيران الحربي أربع غارات جوية على مناطق في بلدة النعيمة. كذلك قصف الطيران المروحي المنطقة الواقعة بين بلدتي النعيمة وصيدا بالبراميل المتفجرة. وفي شمال شرقي البلاد، سجّل «المرصد» حركة نزوح كبيرة لأهالي قرية اشيطح بريف بلدة مركدة «عقب إنذار من قبل جبهة النصرة بإخلاء القرية». أما في محافظة الرقة، فقال «المرصد» إن تنظيم «الدولة الإسلامية شكل جهازاً لشرطة المرور في مدينة الرقة، يتكون من نحو 30 عنصراً، ويتوزعون على 10 نقاط في المدينة، بحيث يتم العمل بنظام المرور نحو 12 ساعة في اليوم... كذلك ستعمل (شرطة المرور) على تنظيم مخالفات وضبط السيارات المخالفة وحجزها».