شهد ريف اللاذقية الشمالي في غرب سورية يوماً آخر من المعارك الضارية بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية التي شنّت هجوماً ضخماً الشهر الماضي انطلاقاً من مناطق الحدود مع تركيا وسيطرت على معبر حدودي وبلدات وتلال استراتيجية ومنفذ على البحر المتوسط (قرية السمرا). وبدأت المعارك تأخذ طابع الكر والفر وخصوصاً حول المرصد 45 في جبل التركمان الذي اقتحمته كتائب الثوار بعد أيام من بدء «معركة الأنفال»، ثم استعادته قوات النخبة في الجيش السوري بعد معارك شرسة قبل أيام، قبل أن تعلن كتائب المعارضة مجدداً استعادته منها يوم الجمعة. وعرض ناشطون شريط فيديو يحمل شعار «الجبهة الإسلامية»، وهي تحالف يضم تنظيمات عدة بعضها يشارك في «معركة الأنفال» (جماعة أحرار الشام)، وظهرت فيه قمة الجبل الذي يقع عليه المرصد 45 والنيران تندلع من حوله، وقال المعلّق على الشريط إن الحرائق اندلعت خلال استعادة مقاتلي المعارضة المرصد. لكن صفحات مؤيدة للنظام السوري قالت إن هجوم المعارضة المضاد فشل في تحقيق الغاية منه، إذ بدأ هجوم المعارضين تماماً كما بدأ في هجومهم الأول عندما اقتحموا المرصد بآلية مفخخة فجّرها السائق بمواقع النظام ثم تقدم المهاجمون مستغلين فوضى الانفجار الضخم وسيطروا على الموقع الاستراتيجي. لكن هذه المرة، كما ذكر مؤيدو النظام، لم تنجح خطة الهجوم بعدما بادر الجنود بإطلاق النار على الآلية المفخخة وفجّروها قبل وصولها إليهم، كما أن غزارة النيران والقصف منعت آليتين أخريين مفخختين من التقدم نحو مواقع الجيش النظامي على رأس تلة المرصد. وأشار «المرصد السوري لحقوق الانسان» إلى «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في جبل التركمان مما أدى إلى سقوط جرحى، كما تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات أجنبية وعربية و «المقاومة السورية لتحرير لواء اسكندرون» المواليين لها، من جهة، ومقاتلي «جبهة النصرة» و «أنصار الشام» و «أحرار الشام» و «شام الإسلام» وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في منطقة كسب، مما أدى إلى مقتل عنصر من قوات الدفاع الوطني». وأعلن «المرصد» أن «قائدين ميدانيين اثنين في حركة «شام الإسلام» قُتلا وهما من الجنسية المغربية في اشتباكات مع القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني و «المقاومة السورية لتحرير لواء اسكندرون» المواليين لها في منطقة كسب». وأفادت مواقع مؤيدة للنظام السوري بأن صاروخاً سقط أمس بالقرب من جامع بساتين الريحان في مدينة اللاذقية نفسها. ولم يُعرف فوراً إن كان انفجار الصاروخ قد تسبب في ضحايا. وفي محافظة حماة، أعلن «المرصد» مقتل رجل من بلدة طيبة الامام نتيجة قصف القوات النظامية على مناطق في البلدة، في حين نفذت القوات النظامية حملة دهم في حي وادي الحوارنة ومنطقة الدباغة. وأشار إلى «اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة والقوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى في محيط حاجز الحنيطة قرب بلدة السعن في ريف حماة الشرقي، ومعلومات عن سيطرة الدولة الاسلامية في العراق والشام على الحاجز». وفي محافظة إدلب، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية و «جبهة النصرة» ومقاتلين من كتائب معارضة في محيط حاجز الناعورة قرب بلدة حيش وحاجز الناقوح شمال غربي بلدة بابولين، وقال «المرصد» إن «الكتائب الاسلامية المقاتلة سيطرت على المنطقة». ولفت «المرصد» أيضاً إلى «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة، ومقاتلين من كتائب المعارضة بمن في ذلك «جبهة النصرة» من جهة اخرى في محيط حواجز سرحان وصهيان الغربية وصهيان الشرقية وربع الجور الواقعة بين مدينة خان شيخون وبلدة بابولين في ريف ادلب الجنوبي، وأسفرت الاشتباكات عن سيطرة الكتائب الاسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة على المنطقة، كما قتل وجرح عدد من عناصر القوات النظامية ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن الخسائر البشرية في صفوف جبهة النصرة والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة». وأوضح: «بذلك تكون الكتائب الاسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة قد سيطرت على المنطقة الاستراتيجية الواقعة على الاوتوستراد الدولي من مدينة خان شيخون حتى بلدتي حيش ومعرحطاط مستكملة بذلك قطع طريق الإمداد الاستراتيجي عن معسكري وادي الضيف والحامدية منذ نحو شهرين». وفي محافظة حلب، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق على اوتوستراد مساكن هنانو قرب حي الصاخور ومناطق في بلدة حريتان، كما ذكر «المرصد». وأضاف «أن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية حويجينة في ريف مدينة السفيرة، ترافق مع قصف القوات النظامية مناطق في القريتين، وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعّمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب اسلامية مقاتلة من جهة اخرى عند مفرق اثريا - خناصر في ريف حلب الجنوبي الشرقي». وأشار «المرصد» أيضاً إلى أن مسلحين خطفوا صباح أمس سبعة مواطنين أكراد من حي الشيخ مقصود أثناء توجههم إلى سوق الهال في حي الحيدرية و «قد أُفرج عن اثنين منهم لاحقاً واحتُجز البقية». وفي محافظة حمص، أفيد بأن القوات النظامية قصفت بقذائف الهاون مناطق في حي الوعر، كما سقطت قذيفة هاون قرب منطقة سوق التنك في حي الإنشاءات. وأشار «المرصد» إلى مقتل ضابط منشق برتبة ملازم في مكمن نصبته القوات النظامية في جرود منطقة عرسال على الحدود السورية - اللبنانية. وفي محافظة دمشق، ذكر «المرصد» أن قذيفتي هاون سقطتا صباح أمس في محيط مبنى الاركان في منطقة الامويين، كما سقطت قذيفة قرب مبنى السفارة الروسية. وفي محافظة ريف دمشق، أشار «المرصد» إلى مقتل أربعة من «مقاتلي الكتائب الاسلامية المقاتلة إثر اشتباكات وهجوم لكتائب إسلامية مقاتلة على مقر للقوات النظامية على طريق مطار دمشق الدولي». وتابع أن الطيران الحربي نفذ غارتين جويتين على المنطقة الواقعة بين بلدتي زبدين والمليحة التي يحاول النظام منذ أيام اقتحامها. وأشار «المرصد» إلى استمرار «الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الاسلامية المقاتلة في بلدة المليحة ومحيطها، فيما قصفت القوات النظامية مناطق في مزارع مخيم خان الشيح ومحيط معمل نستله، وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في محيط تلة حينة في ريف دمشق الغربي... وسيطرت الكتائب الاسلامية المقاتلة فجر اليوم (أمس) على منطقة تل مروان في الغوطة الغربية عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية». وأضاف أن 17 من مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة «استشهدوا خلال الاشتباكات العنيفة يوم (أول من) أمس مع القوات النظامية والمسلحين الموالين لها في بلدة المليحة»، لافتاً إلى أن بينهم «قائد أركان لواء مقاتل». وفي محافظة درعا، قصف طيران النظام مناطق في بلدة النعيمة، في حين قُتل قائد ميداني في لواء اسلامي مقاتل في اشتباكات مع القوات النظامية في محيط بلدة عتمان، على ما أورد «المرصد». وفي القنيطرة، أعلنت «الجبهة الإسلامية» أمس السبت مقتل 11 عنصراً من «حزب الله» اللبنانيّ في مكمن نُصب لهم لدى تسلّلهم إلى مدخل قرية الدوايا الصغيرة، في ريف القنيطرة الجنوبيّ. وزعم المعارضون أيضاً أنهم قتلوا نحو 20 من قوات النظام خلال محاولتهم سحب جثث قتلى «حزب الله». وفي محافظة الحسكة، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الدفاع الوطني ومقاتلي «الدولة الاسلامية» في محيط الشدادي، على ما قال ناشطون من المنطقة ل «المرصد». وفي محافظة دير الزور، أغار الطيران الحربي على منطقة آبار النفط الواقعة قرب بلدة الحريجي شمال شرقي مدينة دير الزور.