توجهت المرشحة الديموقراطية للسباق الرئاسي الأميركي هيلاري كلينتون التي أصبحت أكيدة تقريباً من نيل تسمية حزبها رسمياً لخوض انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، إلى كاليفورنيا أمس، بهدف انتزاع فوز رمزي أمام منافسها بيرني ساندرز الثلثاء المقبل. وللفوز بهذه المعركة الأخيرة، تقوم كلينتون بمعية زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون بحملة انتخابية متواصلة في هذه الولاية التي تعد من الأكثر سكاناً ومعقلاً للتقدميين منذ أكثر من ربع قرن، وتنظم الانتخابات التمهيدية فيها مع خمس ولايات أخرى الثلثاء المقبل. وأمضت هيلاري كلينتون بضعة أيام الأسبوع الماضي في الولاية. وفي ما يشكل مفارقة كبرى، تجد الأميركية الأولى سابقاً نفسها في وضع حرج، حيث إنها على عتبة تحقيق إنجاز تاريخي حين تصبح أول امرأة تنصب مرشحة لأحد الحزبين الكبيرين في الولاياتالمتحدة، فيما لا تحظى بتأييد شعبي كبير لدى الأميركيين. والتحدي أمامها في الأشهر الخمسة المقبلة، قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر)، يقوم على توحيد الديموقراطيين، الذين أيد قسم منهم الثورة السياسية التي دعا إليها منافسها ساندرز سناتور ولاية فيرمونت، واستعادة ثقة ناخبي الوسط عبر تبديد التداعيات التي خلفتها قضية بريدها الإلكتروني الخاص. وكشف تحقيق رسمي الأسبوع الماضي عيوباً خطيرة في كيفية حماية المرشحة الديموقراطية رسائلها الإلكترونية. وقال المفتش العام المستقل التابع لوزارة الخارجية في تقرير الأربعاء الماضي، إنه وجد «نقاط ضعف منهجية تتعلق بالسجلات الإلكترونية والاتصالات» في مكتب كلينتون عندما كانت تتولى حقيبة الخارجية. لكن نتائج الانتخابات التمهيدية ثابتة حيث حصلت على أصوات 2313 مندوباً ولا تزال في حاجة إلى أصوات 70 لتكريس فوزها. ويرتقب أن تقترب المرشحة بشكل إضافي من تحقيق غالبية الأصوات مع أصوات الجزر العذراء (7 مندوبين) السبت وبوتوريكو الأحد (60 مندوباً). وأياً تكن النتيجة الثلثاء، فإن كلينتون ستفوز بقسم من أصوات المندوبين ال694 على الأقل في كاليفورنيا ومونتانا ونيوجيرزي ونيومكسيكو وداكوتا الشمالية والجنوبية، أي ستبلغ بالتأكيد الأصوات ال2383 اللازمة. إلا أن بيرني ساندرز يحتج على هذه الحسابات ويؤكد، مستنداً إلى نتائج استطلاعات الرأي، أنه المرشح الأقوى في مواجهة الجمهوري دونالد ترامب، وحض كبار المندوبين الذين أعلنوا دعمهم هيلاري كلينتون على التصويت لصالحه في مؤتمر تنصيب المرشح الرسمي للحزب في فيلادلفيا (25-28 تموز - يوليو). وهؤلاء المسؤولون أو النواب في الحزب ال700، غير مرتبطين بنتيجة أي انتخابات تمهيدية، وتصويتهم بالتالي لا يصبح فعالاً إلا عند تنظيم المؤتمر. وقال ساندرز الأربعاء: «إن حملتنا هي التي خلقت الطاقة والحماسة»، مؤكداً أن 200 ألف من سكان كاليفورنيا حضروا تجمعاته الانتخابية. وقالت كلينتون لشبكة «إي بي سي7» المحلية: «أعتقد أنني سأكون المرشحة الديموقراطية التي تنصَّب رسمياً، لكنني أريد اختتام الحملة بنجاح في كاليفورنيا، لأننا بحاجة لرص الصفوف لمهاجمة دونالد ترامب ومنعه من إعادة بلادنا إلى الوراء». وكما يحصل منذ بداية الحملة، فإن الحشود في تجمعاتها الانتخابية أقل من هؤلاء الذين يحضرون تجمعات بيرني ساندرز، لكنها تحظى بدعم الحاكم جيري براون وكل النواب الديموقراطيين تقريباً الممثلين لكاليفورنيا في الكونغرس. وتعطيها استطلاعات الرأي تقدماً على ساندرز، لكن الاستطلاع الذي نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» وشبكة «أن بي سي» أمس، أظهر تقدمها بفارق نقطتين فقط على ساندرز. لكن حوالى نصف الناخبين في الانتخابات التمهيدية عام 2008 كانوا من غير البيض، وهي القاعدة الناخبة المؤيدة عادة لهيلاري كلينتون. وتلقي كلينتون خطاباً في سان دييغو حول السياسة الخارجية في إطار استراتيجيتها القائمة على تقديم نفسها كشخصية دولة محنكة ومطلعة على السياسة الدولية، خلافاً لدونالد ترامب، الذي تصفه بأنه «خطر عام». وقالت الأربعاء في نيوارك في ولاية نيوجيرزي، إن «دونالد ترامب غير مؤهل على الإطلاق، إنه يريد الخروج من حلف شمال الأطلسي ويشيد بالديكتاتور الكوري الشمالي ويقترح أن تمتلك دول أخرى السلاح النووي». لكن الفارق بينها وبين ترامب تضاءل، كما أظهرت استطلاعات الرأي، التي أشارت إلى تقدم هيلاري كلينتون بفارق 1,5 نقاط فقط في نوايا التصويت للانتخابات الرئاسية، وفق موقع «ريل كلير- بوليتيكس».