أعلن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، أنه شعر «بمسحة إحباط» بعدما خسر الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية لحزبه في ولاية أيوا أمام تيد كروز، السيناتور عن ولاية تكساس. وقال: «منحني استطلاع للرأي قبل الانتخابات تقدماً ب5 نقاط، لكنني خسرت بفارق 4 نقاط، لذا أشعر بمسحة إحباط. كما يحتمل أنني تضررت من قراري عدم المشاركة في مناظرة المرشحين الجمهوريين التي نظمتها قناة فوكس نيوز التلفزيونية الخميس الماضي»، على رغم أن محللين يعزون تذبذب سيطرته في أيوا بتأييد زعيم إنجيلي محلي لكروز. وتمسك ترامب بإستراتيجية حملته الانتخابية، لكنه أعلن أنه سيُضيف المزيد من اللقاءات أهمها مع مجالس البلديات. وبعدما فازت على بيرني ساندرز بفارق 0.2 في المئة من الأصوات في أيوا، يبدو جلياً أن معركة هيلاري كلينتون للفوز بالترشيح الديموقراطي ستكون أصعب مما كانت تتوقع. وقال المحلل السياسي ستيوارت روتنبرغ: «الفارق الضئيل سيشجع فريق ساندرز الذي يجب أن تهزمه كلينتون». ويشير كل استطلاعات الرأي إلى تقدم ساندرز (74 سنة) بفارق 18 نقطة على كلينتون في ولاية نيو هامبشاير، التي تستضيف الثلثاء المقبل الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية. لكن الخبير السياسي في جامعة كولومبيا بنيويورك البروفسور روبرت شابيرو، يؤكد أن وزيرة الخارجية السابقة «تحقق نتائج أفضل حين لا تكون متقدمة في استطلاعات الرأي، وهو ما حصل في الولاية ذاتها عام 2008». وإذا استطاعت تحقيق نتيجة جيدة في نيو هامبشاير ستخوض انتخابات ولايات الجنوب والغرب في موقع قوي نسبياً، باعتبارها تضم عدداً كبيراً من الناخبين السود والمتحدرين من دول أميركا اللاتينية وقاعدة ناخبة تقليدية من البيض. ويؤكد ستيوارت روتنبرغ أن هذه الشريحة «تؤيد الزوجين كلينتون». وفي ولاية أيوا التي تسكنها غالبية من البيض (91 في المئة)، حققت كلينتون أفضل نتائج لها لدى شريحة المسنين بكسبها أصوات 69 في المئة من الذين تفوق أعمارهم 65 سنة، فيما صوّت 26 في المئة منهم لساندرز. وفضل الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و29 سنة التصويت بكثافة لساندرز (84 في المئة) بسبب وعوده ب «ثورة سياسية» لمصلحة الطبقات المتوسطة وضد «وول ستريت». وسيُتيح أداء ساندرز الأفضل من توقعات استطلاعات الرأي في أيوا، مواصلته جمع أموال لحملته في بقية الولايات. لكن الخبراء لا يزالون مقتنعين بأن كلينتون ستكون مرشحة الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية في نهاية المطاف. وقال دانتي سكالا، الخبير السياسي في جامعة نيو هامبشاير: «لا تريد نخبة الحزب الديموقراطي التخلي عن كلينتون، وتحبذ منحها فرصة». ويؤكد روتنبرغ ان «استياء الديموقراطيين أقل من الجمهوريين، لأن الرئيس باراك أوباما لا يزال في منصبه، وحصلت تغييرات. وساندرز، مرشح العواطف والمثالية، سيواصل تحدي موقع كلينتون المرشحة التي تجسد النظام القائم، لكن ذلك لن يقوده الى حد نيل ترشيح الحزب الديموقراطي المقتنع بأن بيرني ساندرز لن يستطيع اجتذاب أصوات الأقليات في الجنوب والغرب.