ذكر مسؤولون أميركيون لوكالة "رويترز" إن آلاف المقاتلين المدعومين من الولاياتالمتحدة في سورية شنوا هجوما لاستعادة السيطرة على منطقة حاسمة من "داعش" تعرف بجيب منبج عقب أسابيع من الاستعدادات الهادئة. والعملية التي بدأت يوم الثلثاء قد يستغرق استكمالها أسابيع وتهدف إلى خنق وصول "الدولة الإسلامية" إلى الأراضي السورية على طول الحدود التركية التي طالما استخدمها المتشددون كقاعدة لوجيستية لنقل المقاتلين الأجانب من وإلى أوروبا. ووصف مسؤول عسكري أميركي العملية ب"المهمة لأنها آخر مركز لهم إلى أوروبا". وقال المسؤولون الذين رفضوا الكشف عن اسمهم، إن عددا صغيرا من قوات العمليات الخاصة الأميركية سيدعم الهجوم على الأرض وإن تلك القوات تعمل كمستشارين وتبقى بعيدة عن خطوط المواجهة. وأضاف المسؤولون "سيكونون على مقربة بقدر احتياج (المقاتلين السوريين) لاستكمال العملية، لكنهم لن يشاركوا في قتال مباشر". وستعتمد العملية أيضا على دعم الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وكذلك مواقع القصف البرية عبر الحدود في تركيا. وأعلن البنتاغون في وقت سابق (الثلثاء) اصابة جنديين اميركيين يعمل احدهما في سورية والاخر في العراق كمستشارين للمجموعات المسلحة التي تقاتل تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) بجروح قبل ايام. وقال الناطق باسم البنتاغون جيف ديفيس ان احد الجنديين اصيب ب"طلق غير مباشر" شمال مدينة الرقة في سورية، مستخدما تعبيرا يدل في اكثر الاحيان الى قذيفة صاروخية او مدفعية. وأوضح الناطق ان الجندي "لم يكن على خط الجبهة". وتابع انه "حسب علمه" فانها المرة الاولى التي يصاب فيها جندي اميركي بجروح في سورية، منذ بدء نشر جنود اميركيين في هذا البلد في نهاية العام الماضي. وللولايات المتحدة حاليا اكثر من 200 عسكري من القوات الخاصة في شمال شرق سورية يعملون كمستشارين للمجموعات المسلحة التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية. وتعمل القوات الاميركية بشكل خاص في مناطق سيطرة قوات سورية الديموقراطية وهي تحالف يسيطر عليه المسلحون الاكراد. وتدور حاليا معارك ضارية في شمال الرقة بين قوات سورية الديموقراطية ومقاتلي "داعش" بعد ثمانية ايام على بدء هجوم هذه القوات بدعم جوي من قوات التحالف الدولية. واوضح المتحدث ايضا ان جنديا اميركيا اخر اصيب خلال الايام القليلة الماضية في شمال العراق قرب اربيل بطلق غير مباشر ايضا. ولكن وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر اكد لاحقا للصحافيين ان الجنديين كانا "طبعا" في ميدان القتال حين اصيبا. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما تعهد مرارا ان لا ينخرط اي جندي اميركي في القتال الدائر في العراق او سورية. ولكن العسكريين الاميركيين المنتشرين في سورية والعراق غالبا ما يتقدمون باتجاه خطوط الجبهة الامامية، الامر الذي يثير تساؤلات عن الفرق بين "القتال" وتقديم المشورة للقوات التي ارسلوا لتدريبها ونصحها.