عقد في القاهرة أمس لقاء قمة جمع الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي، والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، بحث في ملفي تعزيز العلاقات الثنائية، ومكافحة الإرهاب. وتطرق الرئيسان إلى التجهيزات لانعقاد القمة العربية التي تستضيفها نواكشوط أواخر تموز (يوليو) المقبل، ووقعا عدداً من اتفاقات التعاون بين البلدين، فيما منح السيسي نظيره الموريتاني «قلادة النيل» التي تعد أرفع وسام مصري «تقديراً للعلاقات الوطيدة والمتميزة التي تجمع بين البلدين». وأوضح بيان رئاسي أن الرئيسين عقدا جلسة محادثات ثنائية، أعقبتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين. واستهل السيسي اللقاء بالترحيب بضيفه، معرباً عن التقدير لمواقفه المُشرفة إزاء مصر ومساندته لإرادة شعبها، فضلاً عن دوره الفاعل والمؤثر الذي قام به أثناء توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي. وأكد حرص مصر على الدفع قدماً بالتعاون الثنائي بين البلدين في جميع المجالات وتعزيز التنسيق في القضايا الإقليمية بالنظر إلى ما تشهده المنطقة من تحديات نتيجة لتعدد الأزمات القائمة وانتشار الفكر المتطرف والإرهاب. كما أشاد السيسي باستضافة موريتانيا القمة العربية المقبلة يومي 25 و26 تموز (يوليو) المقبل، معرباً عن استعداد مصر التام للتعاون مع موريتانيا في إنجاح القمة بما يساهم في تعزيز العمل العربي المشترك. من جانبه، أعرب الرئيس الموريتاني عن اعتزازه وامتنانه لمصر قيادةً وشعباً لمنحه قلادة النيل لما يحمله ذلك من معانٍ سامية وما يعكسه من عُمق ومتانة العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين. كما عبر الرئيس الموريتاني عن ارتياحه لاستعادة مصر مكانتها ودورها الريادي باعتبارها ركيزة للأمن والاستقرار بالوطن العربي، مشيداً بالخطوات التي تتخذها مصر لتحقيق نهضتها الاقتصادية والمشاريع الكبرى التي دشنتها، ومن بينها مشروع قناة السويس الجديدة. وأكد تطلع بلاده للاستفادة من الخبرة المصرية في عدد من المجالات التنموية بالنظر إلى ما يتوافر لدى مصر من إمكايات وخبرات متعددة. كما أكد الرئيس محمد ولد عبدالعزيز اهتمام بلاده بتعزيز التواصل والتنسيق مع مصر بما يمكنهما من مواجهة التحديات المشتركة. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن المحادثات تناولت سبل تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، حيث اتفق الجانبان على أهمية تبادل زيارات الوفود وقيامهم بجولات ميدانية من أجل بلورة خطة عمل مشتركة لدفع التعاون الاقتصادي قدماً في مختلف القطاعات. كما شملت المحادثات التنسيق والتشاور حول أهم القضايا والتطورات على الساحة العربية وأهمية تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المختلفة بما يحفظ وحدة الدول العربية ويصون مقدرات شعوبها. وتطرق اللقاء كذلك إلى مكافحة الإرهاب، حيث أكد الرئيسان ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة التنظيمات الإرهابية والحد من انتشار الفكر المتطرف، حيث أكد الرئيس المصري في هذا السياق حرص مصر على تطوير الخطاب الديني بما يساهم في تقديم الصورة الحقيقية للإسلام وتنقيتها مما علق بها من شوائب بسبب ممارسات تجافي صحيح الدين. وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيسين شهدا عقب انتهاء جلسة المحادثات التوقيع على ست اتفاقات ومذكرات تفاهم.