استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في قصره بجدة مساء أمس، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وفي بداية الاستقبال، رحب خادم الحرمين الشريفين بالرئيس المصري، متمنياً له طيب الإقامة في المملكة. وأعرب السيسي عن سروره بزيارة المملكة، ولقائه خادم الحرمين الشريفين، مثمناً مواقف الملك عبدالله الدائمة تجاه مصر وشعبها. عقب ذلك، جرى بحث مجمل الأحداث التي تشهدها الساحات الإسلامية والعربية والدولية، وفي مقدمها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود المبذولة لإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. كما جرى بحث آفاق التعاون بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين في جميع المجالات. وفي نهاية الاستقبال، قلد خادم الحرمين الشريفين الرئيس السيسي قلادة الملك عبدالعزيز التي تمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم تكريماً له وللشعب المصري. وأعرب السيسي عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين بهذه المناسبة، معرباً عن اعتزازه بهذا التكريم. وكان الرئيس المصري بدأ أمس، زيارته الأولى للمملكة التي تستمر إلى اليوم. وعقد عقب وصوله جلسة محادثات مع خادم الحرمين الشريفين، أعقبها حضوره حفلة عشاء أقامها ولي ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز. ومن المفترض، وفقاً لجدول الزيارة، أن يؤدي السيسي العمرة اليوم، وستفتح له الكعبة، قبل أن يعود إلى القاهرة، التي يغادرها مجدداً في اليوم نفسه متجهاً إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن. ويتوقع أن تكون القمة المصرية – السعودية ركزت على ملفات مكافحة الإرهاب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والأوضاع في سورية والعراق وليبيا، إضافة إلى ترسيخ العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وستتطرق النقاشات إلى مؤتمر «أصدقاء مصر» الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين عقب فوز السيسي بالرئاسة، والذي سيعقد في منتجع شرم الشيخ، لكن لم يتحدد موعده. وأبلغ السفير المصري في الرياض عفيفي عبدالوهاب «الحياة» أمس بأن الزيارة «تأتي أولاً لتقديم الشكر والتقدير لمواقف السعودية تجاه مصر»، وأضاف أن «التوقيت مهم، لأنها تتزامن مع ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة وتحديات، خصوصاً الأحداث في دول الجوار لكل من السعودية ومصر، وهو الأمر الذي يتطلب من البلدين عملاً مشتركاً ومزيداً من التعاون والتنسيق والتشاور، لما فيه مصلحة المنطقة العربية». وتابع عفيفي أن «مصر تثمّن الموقف الكبير لخادم الحرمين الشريفين بعد الثورة، والتي أكملت استحقاقات خريطة الطريق، وبدأت مصر تستعيد دورها الطبيعي والطليعي في كل القضايا، ويستقر الوضع الأمني فيها». وهذه ثاني زيارات السيسي إلى الخارج منذ توليه الرئاسة. وكان قام بجولة أفريقية شملت الجزائر قبل ترؤسه وفد بلاده إلى القمة الأفريقية في غينيا الاستوائية، واختتمها بالسودان. وكان السيسي استقبل الملك عبدالله في مطار القاهرة في 20 حزيران (يونيو) الماضي، وصعد إلى طائرته الملكية حيث عقدت جلسة محادثات في حضور وفدي البلدين.