قد يواجه الإنسان ظروفاً ومواقف صعبة تفرض نفسها فجأة من دون إنذار، وعندما تكون لدى الإنسان المعرفة والدراية بكيفية التصرف في مثل هذه الظروف والمواقف، فإن ذلك قد ينقذ حياة إنسان، تلك الحياة التي لا تقدر بثمن. قد يتعرض أحد الأشخاص أمام ناظريك لنوبة قلبية، وقد يكون الشخص الذي توقف قلبه فرداً من أفراد عائلتك أو صديقاً أو زميلاً في العمل أو شخصاً غريباً، لا يهم. المهم هو أن تحسن التصرف وتقدم الإسعاف الأولي اللازم له وأنت واثق من قدرتك على إنعاشه، لأن القضية هنا هي قضية حياة أو موت. وكي تكون مسعفاً متمكناً من القدرة على تأمين المعونة اللازمة، لا بد أن تكون ملماً بطريقة الإنعاش الصحيحة، وأن تتصرف بسرعة، لأن كل دقيقة بل كل ثانية تمر على المصاب بالنوبة القلبية من دون إسعاف تقلل من فرص البقاء على قيد الحياة، لأن دماغ الإنسان وقلبه لا يتحملان انقطاع الدم والاوكسيجين عنهما لأكثر من 6 دقائق، من هنا أهمية إنعاش المصاب من أجل إعادة تدفق الدم والأوكسيجين إليهما لزيادة حظوظه في البقاء على قيد الحياة. إن فقدان الوعي وتوقف النبض أو اتساع حدقة العين واصطباغ الوجه والشفتين باللون الأزرق هي من أولى علامات توقف القلب، وفي هذه الحال يجب أن تقوم بتدليك القلب على الفور وذلك بعمل ضربة سريعة واحدة في منتصف القفص الصدري في الدقيقة الأولى من حدوث النوبة القلبية، واذا لم يستأنف القلب عمله فعندها يجب القيام بالإنعاش القلبي الرئوي الذي يقوم على عنصرين منفصلين: الضغط على الصدر بالتزامن مع التنفس من الفم الى الفم، فإذا كنت غير واثق من مهاراتك في هذا المجال فيمكنك أن تطبق العنصر الأول من الإنعاش أي الضغط على الصدر من دون التنفس الإنقاذي من طريق الفم فهو قد يكفي لإنقاذ حياة الشخص.