حذر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الجزائريين من تحديات وصفها ب «المهمة» تتمثل في صون «أمن البلاد»، مبدياً توجسه من محاولات استدراج البلاد إلى «الفوضى» على طريقة ما يحدث في دول الجوار. ويميل خطاب السلطة منذ أسابيع إلى طابع التخويف ورفع الهواجس من أخطار يقول موالون إنها تستهدف بثّ الفوضى في البلاد، وبرزت هذه اللهجة جلياً في خطاب الرئيس الجزائري مساء أول من أمس، حيث دعا الجزائريين إلى «اليقظة والمشاركة في الحفاظ على أمن الجزائر في هذه اللحظات التي تشهد فيها منطقتنا أخطاراً وأزمات تزداد وتشتعل يوماً بعد يوم». وحيّا بوتفليقة «الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني ومختلف أجهزة الأمن في بلادنا على انتشار أفرادها على حدودنا وسهرهم على سلامة أراضينا، ويجب على شعبنا بمختلف مكوناته أن يعي ويستوعب حساسية اللحظة وأن يزيد من يقظته حرصاً على سلامة وطنه وحرصاً كذلك على حريته»، وذلك بعد أن رفعت الجزائر أخيراً درجة استعدادها العسكري على الحدود مع ليبيا وتونس بعد 5 سنوات من فرض حالة التأهب على الحدود مع مالي. وغالباً ما توجّه أحزاب الموالاة انتقادات عنيفة إلى خصوم بوتفليقة، وعمدت في الأونة الأخيرة إلى اتهامهم بالتآمر مع جهات خارجية، إذ انتقد مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى بعض الأحزاب والشخصيات المحسوبة على المعارضة لأنها تحاول «تشويه سمعة الجزائر والاستعانة بأطراف خارجية من أجل تحقيق مآرب شخصية للوصول إلى السلطة». وذكر أويحيى، الذي يتزعم ثاني قوة سياسية موالية للسلطة في البرلمان، أن المعارضة «تصطاد في المياه العكرة وتحاول الاستقواء بالخارج»، وتعمل ضد مصالح البلاد في ظل التطورات الخطيرة للأوضاع الأمنية في المنطقة. وقال أويحيى إن المعارضة السياسية في الجزائر «تعمل ضد المصالح الوطنية ولديها أطماع الوصول إلى هرم الدولة من طريق خلق الفوضى منتهزةً الأزمة الاقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية لشحن الشارع الجزائري». وحذر «من الزج بالشعب الجزائري في الفوضى وخصوصاً أننا نعيش في محيط إقليمي ملتهب». وأضاف أن الشعب الجزائري «لم يضمد جراحه بسبب الأزمة الأمنية التي عاشتها البلاد في تسعينات القرن الماضي بعد. ومر بتجربة مريرة ضد الجماعات المسلحة وحارب فيها الإرهاب بمفرده كما أنه يتابع يومياً الصراع الدموي بفعل موجة الربيع العربي». وقال إن «المعارضة في الجزائر تناست التحديات التي تواجهها البلاد وأولها حالة اللاستقرار الأمني الذي تشهده حدودنا».