رفض عمار سعداني زعيم أكبر أحزاب الموالاة في الجزائر، اللحاق بمبادرة لتكتل رئاسي عرضها أحمد أويحي مسؤول ثاني الأحزاب الموالية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بحجة أنه «أكبر الأحزاب وهو القاطرة»، وبدل ذلك اقترح سعداني تكتلاً سماه «مشروع الجبهة» تقوده «جبهة التحرير الوطني»، ما قد يعمق الخلافات بين الحزبين وبقية التشكيلات الداعمة لبوتفليقة. ورسم سعداني، الأمين العام ل «جبهة التحرير»، مشروع قطب سياسي لدعم برنامج الرئيس بوتفليقة، في اجتماع اللجنة المركزية، الذي عقد أمس في العاصمة. وكان هذا أول ظهور لسعداني بعد غياب لأكثر من ثلاثة أشهر عرفت خلالها الجزائر سجالاً كبيراً حول تغييرات قادة جهاز الاستخبارات مع الإشارة إلى أن سعداني كان أول من هاجم الجنرال محمد مدين (توفيق) الذي أقيل قبل أيام. وأوضح سعداني، أن ما سماه «مشروع الجبهة الوطنية»، الذي رد به على مشروع غريمه في «التجمع الوطني الديموقراطي»، أحمد أويحيى، سيعرض على أعضاء اللجنة المركزية للمناقشة والإثراء قبل أن ينزله إلى الميدان، كما قال. وذكر أن «مشروع الجبهة الوطنية» يستهدف جميع القوى السياسية في البلاد، بما فيها تلك المحسوبة على المعارضة التي تبدي استعداداً للانخراط في المشروع، أما الأحزاب الموالية أو المحسوبة على السلطة، فهي المعنية قبل غيرها. وكان أويحيى أطلق مبادرة لتشكيل تكتل سياسي لدعم الرئيس بوتفليقة، مباشرة بعد عودته لقيادة «التجمع»، غير أن سعداني أبدى تحفظاً، وخرج مؤكداً أن حزبه لا يقبل أن يكون عربة بل قاطرة تجر ما خلفها، باعتبارها «القوة السياسية الأولى في البلاد». ويبدو أن ما يعرف بسباق الزعامة بين سعداني و أويحيى، حقيقة وليس مجرد تحليلات مراقبين، وكثير من الأحزاب الموالية أيدت مشروع أويحيى، فقد زكّاه عمار غول قائد «تجمع أمل الجزائر»، وعمارة بن يونس قائد «الحركة الشعبية الجزائرية» وبلقاسم ساحلي قائد «التحالف الوطني الجمهوري»، وهي الأحزاب التي تصنف موالية. على صعيد آخر، كشفت مصادر قضائية أن الجنرال المتقاعد حسين بن حديد سيمثل امام قضاة التحقيق اليوم في محكمة مدنية وسط العاصمة لسماع رده الى الاتهامات المنسوبة اليه. وقال محامي بن حديد إن وزارة الدفاع أودعت شكوى تتعلق بتهمتي «محاولة إحباط عزيمة الجيش» و»حيازة أسلحة وذخيرة حربية». ويمثل بن حديد امام قاضي التحقيق في محكمة «سيدي محمد»، فيما أكد محامي بن حديد أن وزارة الدفاع أودعت الشكوى ضده لدى المحكمة المدنية وليس لدى المحكمة العسكرية، مشيراً الى أنه سيزور موكله في السجن اليوم.