أكدت مصادر مطلعة ل «الحياة»، وجود وفد من الحوثيين في إحدى المناطق على الحدود السعودية الجنوبية سعياً لوقف إطلاق النار. وقال وزير الإعلام اليمني محمد قباطي ل «الحياة»، إن بعض قيادات الحوثيين وأتباع الرئيس السابق علي عبدالله صالح بدأوا يستشعرون الخطر بعد وصول القوات الموالية للحكومة الشرعية والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي، إلى مشارف صنعاء. وأضاف أن تراجع الحوثيين عن الأهداف الانقلابية أمرٌ طبيعي في ظل إحكام الخناق عليهم وعدم قدرتهم على تحقيق أي تقدم. وقال إن «المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ حمل رسالة من الحوثيين خلال اليومين الماضيين تتضمن رغبتهم في إيقاف الحرب بشكل نهائي»، مضيفاً أن توالي خسائرهم في المدن اليمنية أدّى إلى طلبهم هذا، إضافة إلى رغبتهم في إبقاء الجزء الذي لا يتجاوز 20 في المئة من الأراضي اليمنية تحت سيطرتهم لاستخدامها ورقة أثناء المشاورات، «إلا أن الحكومة اشترطت تقديم إجراءات بناء الثقة لإيقاف العمل العسكري». وأشار قباطي إلى أن الحكومة اليمنية لم تتعامل مع المدن التي يسيطر عليها الحوثيون وصالح بالنهج ذاته الذي أقدمت عليه الميليشيات وأتباع الرئيس السابق، «إذ إنها لم تقم بمحاصرة أي مدينة أو تجويع المدنيين، بل اقتصرت العمليات التي تنفذها على العسكريين الموالين للانقلاب». وأكد أن «المعطيات على أرض الميدان تؤكد قُرب استعادة صنعاء». ولم يعلق حزب صالح رسمياً على مساعي الحوثيين لوقف النار، في حين تفاوتت ردود أفعال الناشطين الموالين له بين مؤيد للجهود التي تؤدي إلى وقف الحرب وإحلال السلام وبين متهم للحوثي ب «الخيانة». وأفادت مصادر إعلامية تابعة لصالح وحزبه، بأنه التقى أمس قيادات في الحزب واستعرض معهم نتائج اللقاءات الكثيفة مع أنصار الحزب وقواعده في مناطق الطوق القبلي لصنعاء والذي يشمل مديريات نهم وأرحب وخولان وبني مطر وهمدان. وفي حين رأى مراقبون أن ظهور صالح جاء لمجرد نفي الاشاعات حول تدهور صحته، توقعت مصادر سياسية أن يكون غرض اللقاء البحث في الخيارات المتبقية لدى صالح وحزبه بعد وصول الحوثيين إلى قناعة «الاستسلام»، وما إذا كان الأسلم وقف الحرب والانصياع لقرار الشرعية الدولية أو مواصلة القتال والدفع بتعزيزات عسكرية لتحصين محيط صنعاء أمام تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية. من جهة أخرى، أشارت مصادر حكومية يمنية إلى أن تعيين الفريق الركن علي محسن الأحمر، يؤكد توجه الشرعية إلى تحرير صنعاء، كما أن التعزيزات تصل إلى الجبهات بشكل مستمر في ظل انهيارات كبيرة لميليشيات الحوثي. وأوضح أحد المصادر أن الوفد الحوثي الذي يشارك فيه المتحدث الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام وعدد من العسكريين، موجود في إحدى الاستراحات القريبة من محافظة ظهران الجنوب التابعة لمنطقة عسير. وأضاف أن المفاوضات تجري في استراحة على الحدود، ولم يدخل الوفد الحوثي أبها أو الرياض، وتتمحور المفاوضات حول وقف إطلاق النار على الحدود من دون أي التزام بوقف إطلاق النار على المدن. وقال إن المفاوضات لا تزال جارية حتى الآن، وتوقع استئناف المفاوضات المزمع عقدها في جنيف بين الحكومة اليمنية الشرعية والمتمردين في 24 أو 26 آذار (مارس) الجاري. إلى ذلك، قال السكرتير الصحافي لمكتب الرئاسة اليمنية مختار الرحبي ل «الحياة»، إن معركة صنعاء قادمة لا محالة في ظل استمرار التنصل من تنفيذ القرار الدولي 2216. وشكك الرحبي في مصير المشاورات، في ظل تعنت الحوثيين وعدم تنفيذ التزاماتهم بإطلاق سراح المعتقلين، وعلى رأسهم وزير الدفاع وشقيق الرئيس ناصر منصور هادي، واللواء فيصل رجب، وبفك الحصار عن تعز، مع أن الحكومة أعلنت موقفها الثابت بأنها مع المشاورات التي تفضي إلى تنفيذ القرار الدولي. ميدانياً، أكدت «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة اليمنية أمس، أن قواتهما المشتركة اقتربت من السيطرة على مركز مديرية نهم في منطقة «مسورة» شمال شرق صنعاء واختراق الحزام الأمني الثاني الذي يفرضه مسلحو الحوثيين حول العاصمة. وواصل طيران التحالف استهداف مواقع المتمردين في محافظاتمأرب وتعز ولحج وحجة والبيضاء في ظل محاولات حوثية لاقتحام معسكر «اللواء 29 ميكا» المعروف ب «لواء العمالقة» والواقع في منطقة الجبل الأسود في مديرية «حرف سفيان» بين محافظتي صعدة وعمران. وأكد مصدر عسكري في اللواء، أن ضباط المعسكر منعوا مسلحي الجماعة من السيطرة عليه وهددوا بمواجهتهم، قبل أن يتوصل وسطاء إلى اتفاق قضى بتسليم 11 راجمة للصواريخ من عتاد المعسكر للحوثيين مقابل انسحاب مسلحيهم وفك الحصار عن اللواء. وطاولت غارات التحالف أمس مناطق المشجح وهيلان في مديرية صرواح غرب مأرب، كما استهدفت مواقع المتمردين في مديرية «مكيراس» بين محافظتي البيضاء وأبين، وفي مديرية القبيطة شمال محافظة لحج الجنوبية. وطاولت غارات أخرى مواقع الجماعة وقوات صالح في محافظة تعز وفي مديرية ميدي الحدودية شمال غرب محافظة حجة، حيث تحاول قوات الجيش والمقاومة التقدم على الشريط الساحلي الغربي باتجاه محافظة الحديدة.