استمرت المعارك أمس في اليمن بين التحالف العربي والمقاومة الشعبية من جهة، ومليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى. ففي تعز، وقعت معارك عنيفة في غرب ثالث كبرى مدن اليمن التي يحاصرها الحوثيون منذ عدة أشهر، ما يمنع ادخال مساعدات غذائية، وفقا لمصادر عسكرية وإنسانية. وقالت الناشطة في إحدى المنظمات غير الحكومية المحلية إشراق المقطري لوكالة الأنباء الفرنسية إن "مليشيات الحوثي ما زالت تحاصر المدينة وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية والمياه"، رغم إعلان الأممالمتحدة الأسبوع الماضي إيصال مساعدات إنسانية إلى سكان تعز. وتعتبر تعز التي تمتد حتى مضيق باب المندب الإستراتيجي على البحر الأحمر، مدخلا لاستعادة محافظات أخرى في وسط وشمال البلاد بينها العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون منذ العام الماضي. وفي محافظة صنعاء وقعت مواجهات عنيفة في مديرية نهم التي تبعد 40 كيلومترا شمال شرق العاصمة، حيث قُتِلَ 35 متمردا بحسب مصادر عسكرية، وتسعى القوات الشرعية، التي استعادت السيطرة على خمس محافظات جنوبية الصيف الماضي، لتعزيز مواقعها في محافظتي الجوف ومأرب، وذلك حسب ما أفادت مصادر عسكرية وقبلية أكدت وقوع معارك عنيفة بين القوات الشرعية والانقلابيين. وقال ضابط موال للشرعية لوكالة الأنباء الفرنسية إن "35 متمردا على الأقل قتلوا في المعارك في محيط نهم، عندما حاول المتمردون من دون جدوى منذ مساء الأربعاء استعادة المواقع التي خسروها في الأيام الأخيرة". ولمنع تقدم القوات الموالية باتجاه صنعاء، نشر الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، دبابات في الضواحي الشمالية والشرقية للعاصمة، وفقا لمصادر قبلية وسكان. وأشارت المصادر إلى أن التحالف العربي الذي تقوده المملكة لدعم القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، شن غارات جوية عدة على مواقع للانقلابيين في محافظتي الجوف وتعز إضافة إلى مدينة المخا الواقعة على ساحل البحر الأحمر. إلى ذلك حض مجلس الامن الدولي على احترام وقف إطلاق النار واستئناف محادثات السلام، وخلال اجتماع في نيويورك، دعت الدول ال 15 في مجلس الأمن "جميع الأطراف اليمنية إلى مواصلة وتسريع المشاورات السياسية الشاملة التي ترعاها الأممالمتحدة". وكانت محادثات السلام بين ممثلي الحكومة اليمنية والمتمردين توقفت في سويسرا قبل عطلة نهاية الأسبوع من دون التوصل إلى نتيجة، وتم الاتفاق على عقد جولة جديدة منتصف الشهر المقبل، ودعا المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة زيد بن رعد الحسين إلى اتخاذ قرار "حاسم" لإنهاء الحرب في اليمن، واعتبر أن غياب إجراء مماثل "يدفع البلاد حتما نحو عملية بلقنة لا رجعة فيها، ستكون عواقبها خارج السيطرة"، مشيرا إلى ان انهيار الدولة في اليمن من شأنه أن يؤدي الى "خلق ملاذات للجماعات المتطرفة والطائفية كتنظيم داعش".