واصلت القوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش الموالي للحكومة اليمنية أمس، تقدمها في مناطق عدة في محافظة الجوف بعد السيطرة على عاصمتها (الحزم) وانهيار مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في مختلف جبهات المحافظة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر عسكرية يمنية، أن القوات المشتركة كانت أمس على بعد 40 كيلومتراً من العاصمة صنعاء. وواصلت هذه القوات الضغط في مديرية نهم في محافظة صنعاء، بعد تحقيق تقدم كبير في محافظة مأرب شرق العاصمة. وفرضت بدعم من قبائل المنطقة حصاراً على قاعدة فرضة العسكرية في نهم شمال شرق العاصمة. تزامن ذلك مع انتهاء الجولة الرابعة من محادثات السلام في سويسرا بين وفدي الحكومة والانقلابيين من دون التوصل إلى اتفاق في شأن ملف المعتقلين وفك الحصار عن المدن. وأكد مصدر يمني مشارك في المحادثات عدم إحراز أي تقدم حتى مساء أمس، في ظل إصرار وفد الحوثيين وأتباع علي صالح على بحث الجانب السياسي، فيما يرفض وفد الشرعية التطرق إلى ذلك قبل إطلاق السجناء والمعتقلين وفتح حصار تعز. وقال المصدر ل «الحياة» إن الانقلابيين أظهروا نواياهم الحقيقية، وعدم جديتهم في تحقيق السلام وإيقاف الحرب، وأضاف أن المشاورات من المقرر أن تنتهي يوم غد، وأن الوفد قد يغادر سويسرا عائداً إلى الرياض بعد غد (الثلثاء). وذكرت مصادر مطلعة في سويسرا، أنه تم التوصل امس إلى اتفاق على تشكيل لجنة للإشراف على وقف إطلاق النار تضم ممثلين عن الحكومة والحوثيين برئاسة أحد العسكريين العرب، في ظل استمرار الخلاف حول ملف المعتقلين السياسيين والعسكريين لدى الحوثيين. من جهة أخرى، أفادت مصادر المقاومة بأن طلائع قواتها المشتركة مع الجيش وصلت إلى مديرية «اليتمة» شمال محافظة الجوف قرب الحدود مع محافظة صعدة حيث معقل جماعة الحوثيين، وسيطرت على معسكر «الخنجر» الاستراتيجي في مديرية «خب والشعف» وكذلك مديريتي المتون والغيل. وتمركزت وحدات عسكرية تابعة للمقاومة في مناطق أبرق ودهمة على تخوم صعدة في ظل فرار جماعي لميليشيا الحوثيين باتجاه منطقة برط، كما قتل وجرح عشرات الحوثيين واستولت المقاومة على آليات لهم في المواقع التي فروا منها. وفيما أشارت المصادر إلى عودة الحياة إلى طبيعتها في مدينة الحزم بعد خروج الحوثيين منها، أكدت أن مواجهات لا زالت تدور بين المقاومة والحوثيين في محيط «مفرق الجوف–مأرب» وعلى أطراف السلسلة الجبلية المؤدية إلى العاصمة صنعاء، وسط أنباء عن سيطرة المقاومة على جبل «المصلوب». وفي سياق الرد على انتهاك الجماعة للهدنة المعلنة، أغار طيران التحالف على مواقع للجماعة قرب صنعاء وفي محافظات ذمار وتعز والحديدة وعلى مواقع مسلحيها على الشريط الساحلي في مناطق المخا واللحية وجزيرة عقبان، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى وتدمير آليات وعربات عسكرية. وكان مسلحو الجماعة اقتحموا مساء الجمعة قرية «حورور» في مديرية ميفعة عنس في محافظة ذمار وقاموا بتفجير منزل رئيس أركان الجيش محمد علي المقدشي انتقاماً لخسائر الجماعة الأخيرة في محافظة الجوف وانهيار قواتها في المناطق الواقعة بين مأربوصنعاء. وفي صنعاء، أقدم أمس مسلحو الجماعة على اقتحام منزل الأمين العام لحزب «الرشاد» (السلفي) عبد الوهاب الحميقاني وقاموا بالعبث بمحتوياته، طبقاً لمصادر قريبة من الحميقاني الذي يشارك في محادثات سويسرا ضمن الوفد الحكومي. في غضون ذلك، أكدت مصادر الحكومة في تعز أن أكثر من 15 قتيلاً من المدنيين سقطوا جراء قصف الحوثيين منذ بدء الهدنة المنتهكة، إضافة إلى حملة اعتقالات نفذها الحوثيون في المناطق التي يسيطرون عليها بالتزامن مع الاستمرار في منع دخول المساعدات الإغاثية إلى المدينة. وذكرت مصادر قبلية أمس، أن 40 مقاتلاً من الحوثيين سقطوا أمس في اشتباكات عنيفة دارت قرب مدينة حرض شمال غرب البلاد التي سيطرت عليها القوات الحكومية الخميس.