احتفلت الكويت خلال اليومين الماضيين باليوم الوطني (55 عاماً على الإستقلال)، وذكرى التحرير (25 عاماً على زوال الاحتلال العراقي)، وجابت المواكب المعتادة الشوارع الرئيسة، خصوصاً شارع الخليج العربي الذي يشهد كرنفالات صاخبة، غير أن قوى الأمن التي انتشرت بكثافة في تلك المواقع لحراسة المحتفلين، وتأمين حركة المرور، دفعت ثمناً غالياً، إذ وقع حادثا دهس متعمدان، تسببا في قتل وجرح رجال شرطة. في الحادثة الأولى أقدم شاب (22 سنة) مساء أول من أمس على صعود الرصيف بسيارته الجيب، ودهس خمسة من رجال الأمن عند دوار دسمان، شرق العاصمة عمداً، ما أدى إلى قتل أحدهم وإصابة أربعة من زملائه بكسور، وعند ملاحقته وتوقيفه طعن اثنين من الضباط، قبل أن يتم ضبطه وتقييده. ومع أن وسائل التواصل الاجتماعي نشرت صوراً ولقطات ومعلومات خاصة بالحادثة، وزعمت أن المتهم أطلق لدى اعتقاله هتافات مؤيدة ل «داعش»، إلا أن مصادر أمنية أرجعت الدافع في الهجوم إلى إصابة المعتدي بمرض نفسي، وأنه من أصحاب السوابق. وظهر والد المتهم في مقطع فيديو على موقع «تويتر» يقول إن ابنه «مختل عقلياً، ولديه ملف في مستشفى الطب النفسي»، مضيفاً: «لا يمكن لشخص عاقل أن يقوم بهذا العمل، كما أدعو المولى أن يتغمد رجل الأمن الشهيد بواسع رحمته ومغفرته، وأن يلهم أهله وذويه حسن العزاء». بدورها، ذكرت إدارة الإعلام الأمني في وزارة الداخلية في بيان أن والد الجاني أفاد خلال التحقيقات بأن ابنه «حصلت له حادثة سابقة، دخل على إثرها مستشفى الطب النفسي قبل ثلاثة أشهر». وأن «لديه ما يثبت أنه مختل عقلياً». ويجري التثبت من صحة هذه الادعاءات، وإجراءات البحث والتحري ما زالت مستمرة. أما الحادثة الثانية فوقعت أمس، إذ أقدمت شابة كويتية على محاولة دهس رجال الشرطة عندما حاولوا اعتقالها مع زوجها، ما أدى إلى إصابة عدد منهم. وجاء في بيان لوزارة الداخلية: «خلال متابعة المباحث شاباً سورياً (31 سنة) للاشتباه به، إذ كان في حال غير طبيعية، وبرفقته زوجته الكويتية (22 سنة)، وخلال عملية ضبطه قامت زوجته بتحريك مركبتها محاولة الهروب ودهس رجال الأمن، ما أسفر عن تعرضهم لإصابات، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، والمتهم من أرباب السوابق ومسجل عليه قضايا أمنية عدة، نصب، واحتيال، وحيازة مخدرات». وتابع أنه «تم العثور في حوزة المتهمين على حبوب مخدرة، تم التحفظ عليها وإحالتهما إلى جهة الإختصاص».