يأخذ مدونون أميركيون في مواقع التواصل الاجتماعي على السيناتور تيد كروز، المرشح المنافس على نيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، التناقض بين خطابه الانتخابي الذي يؤكد ضرورة حماية الخصوصية الإلكترونية للمواطنين الأميركيين، وما تقوم به حملته الانتخابية من عمليات انتهاك لهذا الحق الدستوري، من خلال اعتمادها «تطبيقاً إلكترونياً» يمكنه دخول الملفات الشخصية والمعلومات الخاصة بالناخبين. واستعرض تقرير نشرته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، مواصفات التطبيق الذي استحدثته حملة كروز الانتخابية، وحمّله عشرات آلاف الناخبين على هواتفهم الخاصة. وفي إمكان هذا التطبيق تحديد مكان وجود الناخب والاطلاع على بياناته الخاصة وأرقام الهاتف التي يستخدمها، ومعلومات من الحسابات الخاصة بأصدقائه في العالم الافتراضي. وقارن تقرير الوكالة الأميركية بين تطبيق حملة كروز والتطبيقات الإلكترونية لدى المرشحين الآخرين، التي يتوافر لبعضها أيضاً الوصول الى معلومات خاصة بالناخبين، كملفات حساباتهم على «فايسبوك» أو الاطلاع على عنوان بريدهم الخاص، كما في إمكانها متابعة حركتهم جغرافياً وتحديد أماكن وجودهم. لا يخفي مسؤولو حملة كروز الانتخابية الدور الشخصي المباشر الذي يضطلع به السيناتور الخبير في الشؤون القانونية والدستورية في إدارة حملته الانتخابية، خصوصاً ما يتعلق بالجانب الإلكتروني والتقني. ويعزون ذلك الى ثقافته العلمية التي اكتسبها من والديه المدرّسين وما أورثاه الى ابنهما الطموح. ويتعرّض كروز لحملة اتهامات بالتزوير والكذب من المرشحين المنافسين. وقد اتهمه دونالد ترامب بسرقة أصوات المؤيدين للمرشح الجمهوري بن كارسن، خلال الانتخابات التمهيدية في ولاية آيوا التي فاز بها كروز. ويقول ترامب إن حملة كروز الانتخابية روّجت عبر ال «سوشيل ميديا» والرسائل الهاتفية الصوتية إشاعة انسحاب كارسن من السباق الانتخابي قبل ساعات من بدء عملية الاقتراع، فصوّت أنصار كارسن لمصلحة كروز. وقبل يومين من انتخابات ساوث كارولاينا، اتهم سيناتور فلوريدا ماركو روبيو الحملة الانتخابية لكروز بأنها وراء صفحة على «فايسبوك»، انتحلت شخصية نائب جمهوري في ولاية ساوث كارولاينا مقرّب من روبيو، ونشرت بياناً باسم النائب تبيّن أنه كاذب، يعلن فيه سحب تأييده لروبيو. تكتيكات انتخابية عديدة استوحتها حملة كروز الانتخابية من الإمكانات الدعائية الكبيرة التي يتيحها الفضاء الإلكتروني، وتعتبر من الظواهر الجديدة في تاريخ الانتخابات الأميركية. وبسبب جدّتها، فإن الحكم عليها ونعتها بالتزوير والتلاعب الانتخابي قد يكونان أمراً سابقاً لأوانه بانتظار سن التشريعات والقوانين الجديدة التي تنظّم طريقة استخدام الإمكانات اللامتناهية المتاحة على شبكة الإنترنت.