تحوَّل السباق الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية إلى منافسةٍ بين 4 مرشحين محتملين على صفتي «صاحب الخبرة» و«الأكثر محافظة». وغداً السبت؛ يصوِّت ناخبو الحزب في ولاية كارولاينا الجنوبية ثالث محطات الانتخابات التمهيدية بعد أيوا ونيوهامشير. وخلال مقابلاتٍ تليفزيونيةٍ وحملاتٍ انتخابيةٍ؛ هدَّد متصدر السباق الجمهوري، دونالد ترامب، بمقاضاة منافسه المباشر، السيناتور تيد كروز، بسبب إعلانٍ تلفزيوني سلبي. وتعرَّض كروز أيضاً لاتهاماتٍ بالكذب من المنافس، السيناتور ماركو روبيو، في وقتٍ شكَّك فيه المرشح، جيب بوش، في خبرة روبيو حتى يشغل مقعد الرئاسة. وخلال المشاحنات؛ أيَّدت حاكمة كارولاينا الجنوبية، نيكي هالي، روبيو، ورأت فيه «أفضل أملٍ للجمهوريين» للوصول إلى البيت الأبيض في أواخر العام الجاري. واعتُبِر تصريحها دفعةً له وضربةً لحاكم فلوريدا السابق بوش الذي بذل جهداً للفوز بتأييدها. وعاش بوش يوماً عصيباً أمس الأول، وعلِمَ بتأييد الحاكمة لروبيو قبل اجتماعٍ لمجلس البلدية في سمرفيل في الولاية. لكن معظم المشاحنات دارت عبر الأثير. وغضِبَ قطب العقارات ترامب من إعلانٍ تلفزيوني كشف عن موقفه السابق المؤيد للإجهاض، فأعلن أنه تغيَّر وأصبح محافظاً يعارض الإجهاض. وبُثَّ الإعلان بواسطة حملة كروز. وأظهر أحدث استطلاعٍ للرأي، أُجرِيَ ل «رويترز/ إبسوس»، تقدم ترامب على كروز بفارقٍ يزيد على 20 نقطة في السباق الجمهوري. على صعيد السياسة الخارجية؛ اعتبر ترامب أنه ربما يكون من المتعذَّر التوصل إلى اتفاق سلامٍ دائمٍ بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويجادل الملياردير بأن خبرته في التفاوض على صفقاتٍ عقاريةٍ صعبة تجعله أفضل شخص مؤهل لأن يصبح رئيساً. وفي جلسةٍ استضافتها محطة تلفزيون (إم. إس. إن. بي. سي) في كاليفورنيا الجنوبية الأربعاء؛ عبَّر متصدر السباق الجمهوري عن قناعته بصعوبة التوصل إلى اتفاقٍ في الشرق الأوسط. وتظهر تصريحاته تحولاً في آرائه بشأن احتمالات التوصل إلى سلام علماً أنه نادراً من يخوض في المسألة. وكان ترامب أكد في ديسمبر الماضي أنه سيبدأ العمل من أجل التوصل إلى اتفاقٍ بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في غضون 6 أشهر على توليه المنصب إذا انتُخِبَ رئيساً. وفي جلسة أمس الأول؛ علَّق قائلاً «هو أصعب اتفاقٍ في العالم الآن يمكن الوصول إليه ومن المحتمل ألا يحدث»، مستدركاً أنه سيواصل «السعي من أجله، حتى إذا كانت فرص النجاح ضئيلة». إلى ذلك؛ رصد مركز أبحاث أمريكي زيادةً في عدد الجماعات المتطرفة في الولاياتالمتحدة خلال العام الماضي «إذ أوجد العنف الموجَّه أيديولوجيّاً والخطاب السياسي التحريضي أوضاعاً خصبة لأصحاب الأفكار العنصرية من البيض وجماعات عرقية أخرى». وأفاد مركز «ساثرن بافرتي لو» بوصول عدد «جماعات الكراهية» المنتمية إلى اليمين المتطرف إلى 892 في 2015 مقارنةً ب 784 في 2014، مرجعاً ذلك إلى نزاعات حول العلم الاتحادي وزواج المثليين والهجرة وعنف المتشددين. في السياق نفسه؛ سجَّل «ساثرن بافرتي لو» زيادةً في ميليشيات المواطنين المسلحين التي وصل عددها إلى 998 في 2015 ارتفاعاً من 874 في 2014.