حض رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني، مواطنيه على المشاركة في انتخابات مجلسَي خبراء القيادة والشورى (البرلمان) المرتقبة في 26 الشهر الجاري، إذ اعتبرها «مصيرية»، داعياً إلى منحهم «حق اختيار مرشحيهم». لكن أصوليين تحدثوا عن إحباط مجلس صيانة الدستور مخططاً انتخابياً يقوده رفسنجاني. تصريحات الرئيس السابق وردت خلال كلمة انتخابية بثّها التلفزيون الرسمي الإيراني أمس، في خطوة تُعتبر سابقة منذ الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009، وتأييد رفسنجاني الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي. رفسنجاني المرشح لانتخابات مجلس الخبراء، عرض في كلمته التي استغرقت 18 دقيقة، تاريخ الثورة التي شارك فيها وجهوده لصوغ الدستور، مذكّراً بأن النظام «استند إلى صناديق الاقتراع ومنح المواطنين حق اختيار مرشحيهم». وفي خطوة لا تخلو من دلالات، شرح تطورات رافقت مرحلة صوغ الدستور عام 1979، ثم مرحلة تعديله عام 1988، في مسائل مرتبطة ب «ولاية الفقيه». وذكّر بتأييده اختيار المرشد علي خامنئي بعد رحيل الإمام الخميني، وزاد: «لم أرَ بعد أفضل منه لقيادة البلاد». وأسِف لإضعاف عنصرَي الجمهورية والإسلامية في الانتخابات التي نُظمت خلال السنوات الماضية، في إشارة واضحة إلى عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، معرباً عن أمله بأن تراعي الانتخابات المقبلة النزاهة. ولفت إلى أن «أهداف الانتخابات لم تتحقق خلال السنوات الماضية، في بُعدها الشعبي المتمحور حول آلية رفض أهلية المرشحين، أو قبولها»، إضافة إلى القضايا المتعلقة بالدعاية الانتخابية. وحض الإيرانيين على التصويت في «الانتخابات المصيرية، بسبب الظروف التي تمرّ بها المنطقة، والحروب والأزمات التي تعاني منها دول مجاورة، وأخطار حروب إقليمية كبرى محتملة»، لافتاً إلى أن ذلك «يدعم مكانة إيران في الخارج». ويعتقد أصوليون بأن مجلس صيانة الدستور أحبط مخططاً يقوده رفسنجاني، بواسطة انتخابات مجلس الخبراء الذي يختار المرشد، وذلك من خلال رفض أهلية مرشحين، بينهم حسن الخميني، حفيد الإمام الخميني. ويعتبر هؤلاء أن الرئيس السابق يسعى إلى انتخاب شخص قريب من أفكاره، مرشداً، في حال فراغ المنصب. وترى مصادر أن رفسنجاني يقود تحركاً سياسياً في إيران ضد الأصوليين المتشددين، من خلال تهجمه على مراكز القرار، مثل «الحرس الثوري» ومجلس صيانة الدستور. وأُحرِجت «جمعية العلماء المناضلين» (روحانيت) الأصولية عندما أرادت استبعاد رفسنجاني من قائمة انتخابية اتفقت عليها مع «جمعية التدريسيين» في الحوزة الدينية في مدينة قم. لكنها تراجعت أمس وأدرجت اسمه على قائمتها، إذ اعتبر عضو الجمعية مهدي طباطبائي أن رفسنجاني «هو الذي يعطي قيمة للقائمة، لا العكس». وتفيد معلومات بأن شباناً يجهدون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعرقلة انتخاب مرشحين في قائمة «جمعية التدريسيين» لانتخابات مجلس الخبراء، بينهم رئيس المجلس الدستوري أحمد جنتي ورجلا الدين المتشددان محمد تقي مصباح يزدي وأحمد علم الهدى، ويروّجون لانتخاب قائمة «حماة الحكومة» التي يرأسها رفسنجاني.