أعلن علي الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، أن شقيقه الأكبر حسن الخميني سيترشّح لانتخابات مجلس خبراء القيادة، المرتقبة في 26 شباط (فبراير) المقبل، بالتزامن مع الانتخابات النيابية. وأشارت مصادر إلى أن حسن الخميني (43 سنة) درس مسألة ترشُّحه مع المرشد علي خامنئي، وفقهاء بارزين عاصروا جدّه الإمام الخميني، إضافة إلي رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني القريب من عائلة الخميني، والرئيس حسن روحاني. وبعيداً من الاصطفاف الحزبي الانتخابي في إيران، يحظى حسن الخميني ببعد رمزي خاص لدى غالبية الأوساط في البلاد، يتمثّل في ارتباطه بمؤسس الجمهورية وبعائلة لم تُتَّهم بالابتعاد عن قيم الثورة، أو بفساد مالي واجتماعي واقتصادي طاول عائلات رافقت الإمام الخميني. وتتكهّن أوساط سياسية واجتماعية ودينية بنيل حسن الخميني نسبة مرتفعة من أصوات الناخبين، إذ ستُعتبر الانتخابات استفتاءً شعبياً على مدى قبوله اجتماعياً. مجلس خبراء القيادة الذي يضمّ 86 عضواً، يُعدّ من الأطر الدستورية المُكلّفة انتخاب مرشدٍ للجمهورية. ويُشترط في المرشحين للمنصب نيل درجة الاجتهاد في العلوم الإسلامية من المؤسسة الدينية في مدينة قم. ونال حسن الخميني هذه الدرجة، وتلفت أوساط دينية إلى أنه يسير على نهج جدّه في البحث والدراسة، علماً أنه يتميّز بنهج إصلاحي لطابع الدراسة الدينية، وبابتعاده عن الرؤية التقليدية. وجعل ذلك التيار الإصلاحي في إيران يلتف حول هذا النهج، خصوصاً أن الإمام الخميني أتاح انشقاقاً في «تجمُّع العلماء المناضلين» (روحانيت) في طهران، قبل سنة من رحيله، لتأسيس «تجمُّع العلماء المناضلين» (روحانيون) الذي شكّل الغطاء الديني للتيار الإصلاحي بعد سنوات. ومارس هذا التيار ضغوطاً واسعة على حسن الخميني، لإقناعه بالترشُّح لانتخابات مجلس الخبراء، في وقت يدعو رجال دين وشخصيات أصولية إلى إدخال عناصر شابة إلى المجلس، إذ إن معدّل أعمار أعضائه يبلغ 65 سنة. ويعتقد الإصلاحيون بأن دخول حسن الخميني المجلس، سيتيح تشكيل محور ثلاثي يقوده مع رفسنجاني وروحاني، في مقابل محور أصولي يقوده الثلاثي المرجع المتشدد محمد تقي مصباح يزدي، وسكرتير مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي وسكرتير هيئة التدريسيين في المؤسسة الدينية محمد يزدي. والثلاثة أعضاء في مجلس الخبراء، ويُرجَّح ترشُّحهم لانتخابات شباط. ويرى الإصلاحيون أنهم يستطيعون التموضع وراء شخصية حسن الخميني القريب من أفكارهم، والذي لا يجرؤ الأصوليون على انتقاده.