أكد المستشار العسكري لوزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري أن قرار مشاركة المملكة العربية السعودية بقوات عسكرية برية في سورية لمكافحة الإرهاب "لا رجعة فيه". وأضاف العميد عسيري في تصريحات للصحافيين على هامش اجتماع دول التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي في مقر حلف شمال الأطلسي "ناتو" في بروكسيل اليوم (الخميس): "لكن يبقى بحث التفاصيل من خلال اللجان والاجتماعات القادمة لوضع الكيفية والآلية وحجم القوات" ، مشيراً إلى أن ذلك يأتي في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي ومن خلال التحالف الإسلامي العسكري الذي سيكون تحت قيادة المملكة". ووصف العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة الأميركية بأنها استراتيجية وتاريخية، مشيراً إلى أن لقاء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مع وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، "متجدد ومتكرر لبحث الدور الذي تقوم به المملكة ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي من خلال تكثيف العمل الجوي". وأضاف أنه "جرى مناقشة مبادرة المملكة بوضع قوات على الأرض في إطار التحالف الدولي لمحاربة داعش والعمليات العسكرية التي ستشارك فيها المملكة"، مشيراً إلى أن سمو ولي ولي العهد قدم فكرة مفصلة للجانب الأميركي عن التحالف الإسلامي العسكري ومناحيه الأربعة (الفكري والمالي والإعلامي والعسكري)". وأوضح العميد عسيري أن "المملكة نفذت 189 عملية جوية ضد تنظيم داعش الإرهابي خلال السنتين الماضيتين، إضافة إلى ما تقوم به من عمليات لإعادة الشرعية في اليمن". وبسؤاله عما إذا كانت الولاياتالمتحدة الأميركية ستزيد من عدد قواتها في سورية، قال العميد عسيري إن "الوقت لازال مبكراً للغاية لنخوض في مسألة أعداد القوات، وبالنسبة للمساهمات فالولاياتالمتحدة تقود التحالف وستواصل القيام بهذا الدور". وحول جاهزية التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب، قال العميد عسيري إن "هناك خارطة طريق للتحالف، وقد انتهت الجهود الديبلوماسية، والعمل قائم حالياً لإنشاء مركز للتنسيق، وستعقد قمة لرؤساء الأركان لمناقشة مفهوم التحالف العسكري الإسلامي، وسيعقد اجتماع وزاري على مستوى وزراء الدفاع لوضع اللمسات الأخيرة لهذا التحالف في نهاية آذار (مارس) أو بداية نيسان (أبريل) المقبلين". وفي شأن فرض مناطق حظر للطيران في سورية، والتعاون مع روسيا الموجودة في المنطقة قال العميد عسيري إننا "في الوقت الراهن نقوم بطلعات في سورية، وكانت آخر مهمة للقوات الجوية الملكية السعودية فيكانون الثاني (يناير) الماضي، وهناك تنسيق بين أعضاء التحالف الدولي الذي لديه مقر ومركز قيادة وتحكم وفي هذا المركز تتم عمليات التنسيق ولكن الوقت مبكر لنتحدث عن هذه الخيارات أو الفرضيات لأننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد". ورداً على سؤال حول احتمال اصطدام القوات السعودية على الأرض بالإيرانيين، قال العميد عسيري: "لو بدأنا بالفرضيات وسعينا لإيجاد الأجوبة عليها لن ننتهي من ذلك". وأضاف: "نحن ملتزمون بالعمل ضمن تحالف دولي لهزيمة داعش، وندرك أنه ليس هناك أحد يحارب داعش في سورية على رغم وجود الإيرانيين هناك، وبالتالي أعتقد أن المملكة تضررت في الوقت الحالي من تنظيم داعش الإرهابي، بسبب الهجمات في المساجد وعلى الحدود ولدينا التزام لهزيمة داعش". وتابع عسيري: "إذا رغب الإيرانيون في الانضمام إلى التحالف فينبغي عليهم وقف دعم الجماعات الإرهابية والمليشيات في العراق وسورية بعد ذلك نناقش المسألة العسكرية المتعلقة بمحاربة داعش". وعن الاجتماع الذي ينظمه التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة الشهر المقبل، وهل ستقدم المملكة مقترحاً محدداً في شأن نشر قوات على الأرض، أكد العميد عسيري أن موقف المملكة واضح أنه إذا كان هناك توافق بين أعضاء التحالف لإرسال قوات برية فإن المملكة ستكون جاهزة أما ما يتعلق بالتفاصيل فإن المسألة تتعلق بالتخطيط العسكري وستعقد قمة لرؤساء هيئة الأركان لبحث هذا الأمر. وفيما يتعلق بالمخاطر التي ربما تترتب عن القيام بعمل بري في سورية، قال العميد عسري إنه "لا يوجد عمل عسكري ليس له مخاطر، ولذلك الخطط العسكرية تأخذ في الاعتبار ماذا يجب أن ينجز وتأخذ في الاعتبار الأخطار وتتعامل معها".