المكدوس من المقبلات الذائعة الصيت في بلاد الشام. ويقال أن اختراعه يعود الى مدينة حلب. ففي شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (اكتوبر) من كل عام يتم تحضير مونة المكدوس الشهية التي تحفظ في أوانٍ زجاجية او فخارية مملوءة بالزيت، يأكل منها أفراد العائلة على مدار العام، خصوصاً في وجبات الفطور. ويشكل الباذنجان الصغير الحجم المكون الرئيس للمكدوس الذي يمتاز باحتوائه على كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الجسم من الضرر الناجم عن الشوارد الكيماوية الحرة. وتفيد دراسات بأهمية الباذنجان في الوقاية من السرطان ومن الأمراض القلبية الوعائية. ويحتوي الباذنجان على نسبة عالية من الأحماض التي تساعد على قتل الميكروبات الشريرة المتفشية على الجلد وفي جهاز الهضم. وفيه كمية جيدة من الألياف التي تمنع امتصاص الكوليسترول السيئ الضار بالشرايين، وتسهّل عمل القولون وتمنع الإصابة بالإمساك. والى جانب هذا وذاك، يعتبر الباذنجان منشطاً جنسياً بامتياز للرجال والنساء على حد سواء. أما المكوّن الثاني في المكدوس فهو الفليفلة الحمراء المعروفة بغناها بمادة الكابسيسين التي تساعد الجسم على حرق المزيد من السعرات الحرارية وبالتالي خفض الوزن. كما تعد هذه المادة من بين أهم مضادات الأكسدة التي تحافظ على مرونة الشرايين فيتدفق الدم بسهولة من دون ان يخلق عبئاً اضافياً على القلب. وكشفت دراسات أن مادة الكابسيسين تخفّض الشحوم الضارة في الدم، وتحمي من الداء السكري، وتقضي على الجرثومة الحلزونية المتهمة بأنها وراء الإصابة بالقرحة المعدية، وتدفع الخلايا السرطانية لغدة البروستاتة الى الانتحار، وتسمح في السيطرة على نوبة الصداع النصفي، وتقلل من احتقان الجيوب الأنفية الناتجة عن أسباب التهابية أو تحسسية. نأتي الآن الى المكون الآخر الجوز الغني عن التعريف، فقد أكدت مختلف الدراسات فائدته في خفض الكوليسترول السيئ وبالتالي في الحماية من مرض تصلب الشرايين، نظراً الى غناه بالأحماض الدهنية أوميغا-3. وكشفت دراسة قام بها باحثون أميركيون من جامعة بنسلفانيا بأن تناول الجوز يساعد الجسم على تحمل الاجهاد والضغوط النفسية ويخفض ضغط الدم. وبيّن الباحث جون فينسون استاذ الكيمياء في جامعة سكرانتون في دراسة تحليلية أجريت على المكسرات أن الجوز يحتل رأس القائمة من ناحية الفوائد الصحية. وهناك اجماع بين الباحثين على أن الجوز هو من أفضل 20 غذاء للحفاظ على التوازن الهرموني في الجسم، كما أنه يعتبر من أفضل الأغذية المعدلة للمزاج. أما المكون الرابع فهو زيت الزيتون الذي يملك فوائد رائعة، إذ إنه يخفض الكوليسترول السيئ، ويحمي من أمراض القلب، ويحارب الإمساك، ويقلل من الشعور بالجوع، ويكافح شيخوخة البشرة، ويمنح الشعر لمعاناً وحيوية. بقي المكون الخامس في المكدوس وهو الثوم المفيد على أكثر من صعيد، اذ إنه يحسّن وظيفة الكبد، ويحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، ويخفض ضغط الدم المرتفع، اضافة الى انه مضاد للأكسدة والبكتيريا والفطريات والجلطات، ومعزز لعمل الجهاز المناعي، وإذا استهلك الثوم بانتظام فإنه يساعد في منع استيطان الأورام الخبيثة بفضل غناه بمركبات مهمة أشهرها معدن السلينيوم. [email protected]