أصدر الفرع المصري لتنظيم «داعش» وجماعة «العقاب الثوري» التي خرجت من رحم جماعة «الإخوان المسلمين» بيانين متضاربين أعلنا فيهما تبني تفجير داخل شقة في حي الهرم (جنوبالقاهرة) مساء أول من أمس أدى إلى مقتل 8 أشخاص، بينهم 5 من قوات الأمن. وأعلن فرع «داعش» في مصر مسؤوليته عن التفجير أمس في بيان قال إن «مفرزة أمنية» تمكنت من «استدراج» مجموعة من الشرطة المصرية إلى «منزل مفخخ»، ولدى وصول عناصر الأمن «تم تفجير المنزل المفخخ عليهم». لكن جماعة «العقاب الثوري» أصدرت بياناً تبنى التفجير. وقالت إنها «أول عملية فدائية من نوعها ضمن عمليات فدائيون قادمون». وأشارت إلى أن عناصرها استدرجوا قوات الأمن «إلى مكمن في الهرم بعدما أعدوه بإحكام مضحين فيه بأنفسهم... وشارك فيه آخرون بالتمويه والخداع». وأعلنت مقتل المنفذين وسكان في العقار الذي ضم الشقة، متوعدة ب «مرحلة جديدة» من العمليات. واشترك التنظيمان في تأكيد أن الهجوم «كان مخططاً له عبر استدراج قوات الشرطة إلى الشقة التي تم تفخيخها مسبقاً». وفي حين أقرت «العقاب الثوري» بمقتل منفذي العملية، وهو ما ينسجم مع بيان وزارة الداخلية الذي أشار إلى العثور على جثتين مجهولتي الهوية، لم يذكر بيان «داعش» تفاصيل. واستبعد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية ناجح إبراهيم مسؤولية «داعش» عن الهجوم، مشيراً إلى أن التنظيم «ليست لديه مجموعات في القاهرة، كما أنه يعاني خلال الفترة الأخيرة من الانفصال التام عن خارج سيناء والتمزق بفعل ضربات الجيش». ورجح أن تكون وراء تلك العملية «خلية عنقودية خرجت من كنف جماعة أجناد مصر التي كانت تتمركز في الجيزة». وقال ل «الحياة»: «هؤلاء مجموعة ممن يطلق عليهم الذئاب المنفردة التي لا تمتلك مشروعاً فكرياً. هم مجموعات من غير المسجلين لدى الأمن ويعتمدون في نشاطهم على تنفيذ عملية واحدة، وخطورة هؤلاء أنه ما لم يكن هناك حل سياسي واجتماعي لا يعتمد على القبضة الحديد وحدها، فسيستمر توالدهم». وكان الانفجار وقع مساء أول من أمس لدى دهم قوات الشرطة إحدى الشقق في منطقة المريوطية (جنوبالقاهرة)، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وضابطين وثلاثة من أمناء الشرطة، فيما جُرح 12 شخصاً. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن «معلومات توافرت للأجهزة الأمنية بقيام عناصر اللجان النوعية التابعة لتنظيم الإخوان بالإعداد والتخطيط للقيام بأعمال عدائية خلال الفترة المقبلة، باستخدام المتفجرات والعبوات الناسفة لاستهداف المرافق العامة والمنشآت الحيوية، وأنهم يستخدمون شقة كائنة في شارع اللبيني في منطقة المريوطية، كأحد الأوكار وكمخزن لتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة». وأضافت: «تم استهداف تلك الشقة مساء (أول من) أمس، وتبين وجود بعض تلك العناصر وعدد من العبوات الناسفة. ولدى قيام خبير المفرقعات بالتعامل مع العبوات لتأمين الشقة، انفجر شرك خداعي». وانتهت النيابة أمس من معاينة مكان الحادث، وأشارت إلى أن الانفجار تسبب في انهيار الجدار الخارجي للشقة، ما أدى إلى تصدع المبنى من شدة الانفجار وتهشم حافلة نقل ركاب تابعة لإحدى المدارس، نتيجة لسقوط حطام الانفجار عليها. واستدعت النيابة صاحب العقار للتحقيق معه، في محاولة للتوصل إلى هوية المنفذين. وتقدّم وزير الداخلية مجدي عبدالغفار وشيخ الأزهر أحمد الطيب مُشيّعي الجنازة العسكرية لقتلى التفجير، بعدما أقيمت صلاة الجنازة داخل مسجد أكاديمية الشرطة في حي القاهرة الجديدة. وزار الوزير المصابين في مستشفى الشرطة في العجوزة، وأعرب عن «الاعتزاز بعطاء وتضحيات رجال الشرطة وتقدير دورهم الوطني في حفظ أمن الوطن». ودان «المجلس القومي لحقوق الإنسان» التابع للدولة «الجرائم الإرهابية الممنهجة التي تستهدف المواطنين الأبرياء وقوات الجيش والشرطة». وجدد في بيان «موقفه الثابت وإدانته القوية للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، أياً كان مرتكبوه، وحيثما ارتكب، وأياً كانت أغراضه، على أساس أنه يعد واحداً من أكبر انتهاكات حقوق الإنسان جسامة وهو الحق في الحياة ويهدد السلم والأمن الدوليين، ويستوجب ملاحقة الجناة وضمان محاسبتهم ومنع إفلاتهم من العقاب». وأضاف أنه «يقدر ويثمن التضحيات التي يقدمها رجال الشرطة والجيش كل يوم من أجل مصر وشعبها في حربها ضد الإرهاب»، مؤكداً أن «هذه العمليات الإجرامية لن تثني المصريين عن بناء دولتهم التي تقوم على العدالة والكرامة وحقوق الإنسان». وشدد على أن «الحرب ضد الإرهاب هي حرب عالمية تتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً وإجراءات شاملة وفعالة ومنسقة لمنعه ومواجهته ودحره من خلال المجتمع الدولي». ولوحظ تصاعد في عمليات العنف خلال الأيام الماضية بعد فترة من الهدوء، ما استدعى استنفار أجهزة الأمن قبل الذكرى الخامسة للثورة الاثنين المقبل، وتوعدت ب «التصدي الحاسم» لأي محاولات للإضرار بالأمن العام أو التعرض للمنشآت. وانتشرت قوات الجيش في الشوارع الرئيسة في قلب القاهرة، وفي محيط المباني الحيوية. ومن المقرر أن يحضر الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم احتفالات الشرطة بعيدها، ويجتمع بالمجلس الأعلى للشرطة ويلقي كلمة. وجُرح أمس شرطيان الأول يدعى محمد حامد السيد والثاني يدعى عبدالهادي أحمد حسانين في مدينة أبو كبير التابعة لمحافظة الشرقية (دلتا النيل)، عندما أقدم مسلحون مجهولون يستقلون دراجتين ناريتين على استهداف مكمن شرطة بالرصاص قبل أن يلوذ الجناة بالفرار. وألقت قوات الأمن القبض على 6 من قيادات جماعة «الإخوان» في محافظة المنيا أثناء عقدهم اجتماعاً تنظيمياً، وصادرت «مبالغ مالية بعشرات آلاف الدولارات والجنيهات، إلى جانب منشورات تحمل عبارات عدائية». وقالت مصادر أمنية وطبية في شمال سيناء إن طفلاً قُتل وثلاثة آخرين من أسرته جُرحوا أمس إثر سقوط قذيفة مجهولة المصدر على منزلهم في جنوب مدينة رفح في شمال سيناء. وأوضحت أن «مجهولين أطلقوا قذيفة هاون على أحد الارتكازات الأمنية في رفح إلا أنها سقطت على منزل بطريق الخطأ»، ما أسفر عن مقتل طفل وجرح 3 من أفراد أسرته بينهم والدته، ونقل الجرحى إلى مستشفى العريش العام.