نوه زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري بالقرار الصادر عن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب والذي «ترجم وقوف العرب صفاً واحداً في مواجهة التدخل الإيراني السافر في شؤونهم الداخلية وتضامنهم مع المملكة العربية السعودية إزاء العدوان على بعثتها الديبلوماسية في إيران». وأسف في بيان لامتناع وزير خارجية لبنان جبران باسيل عن التصويت على القرار، معتبراً انه «لا يعبر عن رأي غالبية اللبنانيين الذين يعانون من التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية ويبادلون المملكة العربية السعودية، قيادة وشعباً، مشاعر المحبة والتضامن لما لها من أيادٍ بيض وتاريخ مشهود بالوقوف الى جانب لبنان في الأزمات كما في مسيرة إعادة الإعمار والتنمية بعد كل أزمة وعدوان إسرائيلي». ورأى الحريري «أن التذرع بذكر تدخل حزب الله في البحرين في البيان الختامي لوزراء الخارجية، لا يبرر التهرب من الإجماع العربي حيال مسألة أساسية تتناول التدخل الإيراني في الشؤون العربية الداخلية، بل هو تذرع مبتور لا يتطابق مع مفهوم تقديم المصلحة الوطنية اللبنانية على الإجماع العربي». وقال: «نحن بكل بساطة أمام موقف لا وظيفة له سوى استرضاء إيران والإساءة الى تاريخ لبنان مع أشقائه العرب، وهو أمر مرفوض في قاموسنا ولا ندرجه في خانة تعبر عن موقف الدولة اللبنانية». وكان الحريري التقى في دارته في الرياض مساء أول من أمس، الرئيس ميشال سليمان الموجود في المملكة العربية السعودية. وأوضح المكتب الإعلامي للحريري انه جرى التركيز خلال اللقاء «على أخطار الفراغ في رئاسة الجمهورية وضرورة إنهاء هذا الوضع الشاذ والخطير بانتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن». وأطلع الحريري ضيفه «على الاتصالات والجهود المبذولة لهذا الهدف. كما جرى عرض التطورات الإقليمية وخصوصاً التضامن العربي في وجه التدخلات الخارجية ومشاريع الفتن التي تتعرض لها المنطقة العربية ودولها». وفي السياق، زار أمس، عضو كتلة «المستقبل» النيابية زياد القادري السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري في مقر السفارة، وبحث معه في التطورات المحلية والإقليمية، لا سيما الاعتداء الإيراني على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد. وشدد القادري على «أن اتخاذ لبنان منصة إيرانية للهجوم على المملكة العربية السعودية أمر مرفوض ومدانٍ، ولا يعبر عن موقف غالبية اللبنانيين الذين يحفظون للمملكة تاريخها في الوقوف إلى جانب لبنان، والذين يقفون معها في زمن الحزم الذي دشنته لمواجهة السياسات الإيرانية التدميرية في منطقتنا العربية». وإذ اعتبر «أن تضامن لبنان مع المملكة في وجه الاعتداءات الإيرانية ثابتة من الثوابت الوطنية والعربية التي لا يمكن أن يحيد عنها»، أشاد «بما صدر عن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب من تأكيد وحدة العرب وإصرارهم على وضع حد للتدخلات الإيرانية في منطقتنا»، مؤكداً «أن موقف الوزير باسيل بإخراج لبنان عن الإجماع العربي خطيئة وطنية بحق عروبة لبنان».