قُتل 40 شخصاً وجُرح عشرات بغارات روسية على مدينة معرة النعمان وبلدة سراقب في ريف إدلب في شمال غربي سورية، في وقت استمرت المعارك بين قوات النظام والموالين من جهة، ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية، في ريف اللاذقية الساحلية قرب تركيا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأنه «تأكد استشهاد 39 شخصاً على الأقل، نتيجة القصف الجوي بأربعة صواريخ استهدفت المحكمة بمدينة معرة النعمان، وبين الذين استُشهدوا سجناء ومقاتلون، قضوا جميعاً في استهداف الطائرة الحربية مبنى المحكمة والسجن في جنوب سوق مدينة معرة النعمان، ما خلّف كذلك عدداً كبيراً من الجرحى، فيما لا يزال بعض الجرحى في حالات خطرة، ما قد يجعل عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع». وكان مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، أبلغ «فرانس برس» بأن القصف ضرب «مبنى يضمّ مقر محكمة وسجن تابعين لجبهة النصرة ويقع بالقرب من سوق شعبية في مدينة معرة النعمان» في محافظة إدلب. وفي شمال غربي البلاد أيضاً، قال «المرصد» إن فصائل مقاتلة قصفت بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، «مناطق في بلدتي كفريا والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية موالون للنظام» ومقاتلون شيعة، في وقت «قصفت قوات النظام ليل أمس، مناطق في مدينة بنش» المجاورة للفوعة. وأشار أيضاً الى «مقتل رجل وسقوط عدد من الجرحى، نتيجة قصف طائرات حربية يرجّح أنها روسية، مناطق في بلدة سراقب ومحيطها». وبدأت روسيا منذ 30 أيلول (سبتمبر)، حملة جوية مساندة لقوات النظام في سورية، تقول إنها تستهدف تنظيم «داعش» و «مجموعات إرهابية» أخرى. وتتّهمها دول الغرب ومجموعات مقاتلة باستهداف فصائل يصنّف بعضها في إطار «المعتدلة» أكثر من تركيزها على الجهاديين. وتسيطر فصائل «جيش الفتح» التي تضم «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية ومقاتلة، أبرزها حركة «أحرار الشام»، في شكل شبه كامل على محافظة إدلب منذ الصيف الماضي. وبات وجود قوات النظام في تلك المحافظة يقتصر على بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين، من خلال قوات الدفاع الوطني والمسلّحين المحليين. وفقد النظام السوري السيطرة على مدينة معرة النعمان الواقعة على طريق دمشق - حلب (شمال) منذ نهاية العام 2012. في بروكسيل، قال مسؤول أميركي كبير إن ثلث الضربات الجوية الروسية فقط في سورية هي التي تستهدف تنظيم «داعش»، وإن هجماتها غير الدقيقة تجبر السكان على الفرار، ما يفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا. وأضاف المسؤول للصحافيين في بروكسل، أن نحو 70 في المئة من جملة خمسة آلاف ضربة جوية نفّذتها روسيا منذ بدء حملتها في سورية، استهدفت جماعات معارضة للرئيس بشار الأسد ولم تكن دعماً لجهود التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. ويقول عمال إنقاذ وجماعات حقوقية، إن القصف الروسي في سورية قتل عشرات المدنيين في أسواق مزدحمة ومناطق سكنية. وتنفي روسيا ذلك. وحين بدأ الكرملين ضرباته الجوية، قال إنه يريد مساعدة الأسد، حليفه الرئيسي في الشرق الأوسط، وهزيمة تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات المتشدّدة. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: «لسنا مقتنعين بنوايا الروس... ولفترة كانت هجمات قليلة جداً تستهدف داعش، وبعد الكثير من الإدانات العلنية، وجهوا عدداً من الضربات إلى داعش». وذكر المسؤول الأميركي أن روسيا تستخدم عدداً من الذخائر دقيقة التوجيه أقل مما تستخدمه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها. وقال: «الضربات الروسية غير الدقيقة تثير قلقي بشدة، لأنني أعتقد أن هناك علاقة غير مباشرة لهذا بتدفّق اللاجئين». وأضاف: «لا يقتصر الأمر على الضغط الذي يقع على حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي، وإنما التكلفة الإنسانية أيضاً». وقالت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي، إن موسكو تنتهك القانون الإنساني. وتقدّر المنظمة أن ما لا يقل عن 200 مدني قتلوا في ضربات جوية روسية بين 30 أيلول و29 تشرين الثاني (نوفمبر)، وهو ما تنفيه روسيا. ونفت وزارة الدفاع الروسية مراراً، استهداف المدنيين قائلة إنها تتوخى الحذر الشديد تفادياً لقصف مناطق سكنية. وأجبرت الحرب السورية التي بدأت في 2011، نحو 4.4 مليون سوري على اللجوء الى دول الجوار التي ينطلق كثر منها في محاولة للوصول إلى أوروبا. حلب وفي ريف حلب المجاور، قال «المرصد»: «نفذت طائرات حربية يرجح أنها روسية، بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، غارات عدة على مناطق في بلدتي دير جمال وتل رفعت وطريق حلب - أعزاز بريف حلب الشمالي، بينما دارت بعد منتصف ليل أمس، اشتباكات بين قوات سورية الديموقراطية وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في محيط سد تشرين بريف حلب الشمالي الشرقي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كذلك قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل أمس، مناطق في مدينة الباب ومحيط قرية نجارة بريف حلب الشمالي الشرقي، وأنباء عن سقوط جرحى». وفتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الطريق الواصل بين بلدتي بيانون وحيان، في وقت «استهدفت الفصائل الإسلامية تمركزات لقوات النظام في قرية باشكوي بريف حلب الشمالي». كما جددت الفصائل الإسلامية قصفها مناطق في بلدتي نبل والزهراء اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية موالون للنظام، ما أدى الى استشهاد مواطنة وسقوط جرحى، عقبه فتح المسلّحين الموالين للنظام، نيران رشاشاتهم الثقيلة على مناطق في بلدة ماير بريف حلب الشمالي». في شمال غربي البلاد، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، إن «الفرقة الثانية الساحلية استعادت السيطرة على قرية جديدة بعد دحر قوات الأسد والميليشيات الشيعية في جبل التركمان بريف اللاذقية». وتابعت أن «الفصائل المقاتلة المرابطة في جبل التركمان تمكّنت، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد والميليشيات الشيعية، من استعادة السيطرة على قرية ومحور دغدان بالكامل، وقتل وجرح العديد من الجنود». وكانت مواجهات عنيفة اندلعت «بين الثوار وقوات الأسد في محيط قرى الدرة والبويضة والخضروات ودغدان بجبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، استهدف خلالها الثوار مواقع جيش الأسد في تلة الزيتون والبيت الأحمر»، وفق الشبكة التي قالت إن القوات النظامية «قصفت مناطق في بلدة سلمى بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي»، الذي يشهد معارك كر وفر تحت غطاء جوي روسي منذ شهرين. وقال «المرصد» إن «الاشتباكات العنيفة تواصلت بين قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلّحين من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محيط قمة النبي يونس وتلال القاموع بريف اللاذقية الشمالي، وأنباء عن تقدّم لقوات النظام في المنطقة». في الوسط، ارتفع الى 6 عدد البراميل المتفجّرة التي ألقاها الطيران المروحي على مناطق في قرية تيرمعلة بريف حمص الشمالي، بالتزامن مع قصفت قوات النظام مناطق في قرية الرهجان بريف حماه الشرقي، وأنباء عن سقوط جرحى. كما نفذت طائرات حربية غارتين على مناطق في قرية لحايا بريف حماه الشمالي، ترافقتا مع قصف قوات النظام على مناطق في القرية. ونفّذت طائرات حربية غارات على مناطق في بلدة اللطامنة بالريف الشمالي لحماه. في الجنوب، جدّدت قوات النظام قصفها مناطق في مدينة سقبا بالغوطة الشرقية وسط أنباء عن «خسائر بشرية»، وفق «المرصد» الذي قال: «قتلت مواطنة نتيجة قصف قوات النظام بقذائف الهاون صباح اليوم (أمس)، على مناطق في سقبا»، لافتاً الى أن «الفصائل الإسلامية استهدفت تمركزات لقوات النظام في أطراف حي جوبر، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلّحين الموالين». وبين دمشق والأردن، أشار «المرصد» الى أن القوات النظامية قصفت بلدتي الشيخ مسكين وأبطع بريف درعا الشمالي، فيما نفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية، ما لا يقل عن 12 غارة منذ صباح أمس، على مناطق في بلدة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي. كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة عدة على مناطق في بلدة بصرى الشام. وتابع «المرصد» أنه تلقى بيان «جبهة ثوار سورية» جاء فيه: «إن مجموعة من جبهة النصرة يترأسها المدعو أبو ناصر الميساوي وبرفقته 4 آخرين تم تحديد هوياتهم جميعاً، قاموا بتفخيخ سيارة قائد اللواء الثالث في جبهة ثوار سورية، لكن انقلب السحر على الساحر وانفجرت العبوة بالذي وضعها». وأضاف البيان: «نحمّل جبهة النصرة كفصيل، قيادات وأفراداً، مسؤولية ما حدث، وندعوهم الى تسليم المطلوبين الى لجنة شرعية مستقلّة والاحتكام الى شرع الله حقناً لدماء المجاهدين، وقد أعذر من أنذر». كما أكدت المصادر الموثوقة، مصرع شخصين اتهمتهما «جبهة ثوار سورية» بزرع العبوات هذه.