شن تنظيم «داعش» هجوماً مفاجئاً أمس في ريف حلب الشمالي وطرد فصائل معارضة من قريتين تندرجان ضمن ما يُعرف ب «المنطقة الآمنة» التي يعمل الأتراك على إقامتها هناك، فيما واصلت الطائرات الروسية حملة القصف التي بدأت قبل شهرين بهدف مساعدة قوات النظام على استعادة مناطق يسيطر عليها المعارضون في أرجاء مختلفة من سورية. وقال ناشطون ومصادر إعلامية مؤيدة للمعارضة إن عناصر «داعش» حققوا تقدماً شمال سورية واقتربوا من مدينة أعزاز المهمة مستغلين «انشغال» المعارضين بغارات روسية تتعرض لها مواقعهم وبالقتال الجاري بينهم وبين «وحدات الحماية الشعبية» الكردي و «جيش الثوار». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن اشتباكات عنيفة تدور بين «داعش» من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، في قرية الكفرة وقرية أخرى مجاورة لها في ريف حلب الشمالي «وسط تقدم للتنظيم ومعلومات عن سيطرته على القريتين». وأورد موقع «نبض الشمال» الإخباري أن معارك الكفرة ومحيطها أوقعت أكثر من 15 قتيلاً من «الجبهة الشامية» و6 من «داعش». وجاءت هذه المعارك في وقت سقطت قذائف هاون على قرية كشتعار بالريف الشمالي لمدينة حلب، في حين نفّذت طائرات حربية «يُعتقد أنها روسية» غارات على قرية كلجبرين بالريف الشمالي أيضاً حيث تدور اشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وبين تنظيم «داعش» في محيط القرية، بحسب «المرصد» الذي لفت إلى «تجدد الاشتباكات بين قوات سورية الديموقراطية من جهة، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى، في أطراف منطقة عفرين وريف أعزاز، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». أما «شبكة شام» الإخبارية فأوردت، من جهتها، أن عناصر «داعش» تقدموا فجراً على محور قريتي كفرة وجارز مستغلين «انشغال كتائب الثوار بريف حلب الشمالي بصد هجمات الوحدات الكردية وجيش الثوار». وتابعت: «سبق تقدم عناصر التنظيم غارات جوية مكثفة للطيران الحربي الروسي على مواقع الثوار في المنطقة، ما يدل على حجم التنسيق الكبير بين التنظيم وقوات الأسد والحليف الروسي والذي كان سبباً في تراجع الثوار عن مواقعهم تحت غطاء الضربات الجوية وتقدم عناصر التنظيم». وأورد موقع «زمان الوصل» معلومات مماثلة، إذ ذكر أن «داعش» سيطر فجراً على قريتين في ريف حلب الشمالي «بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المقاتلة، تزامنت مع قصف الطيران الروسي لمواقع الثوار». وتابع الموقع: «أن مجموعات التنظيم تسللت بعد منتصف ليلة (أول من) أمس من عدة محاور إلى نقاط الثوار في بلدتي كفرة وصندف واشتبكت معهم وتمكنت من قتل وجرح العشرات منهم، قبل أن تضطر بقية مجموعات الثوار إلى الانسحاب إلى مواقع متأخرة ويتمكن التنظيم من بسط سيطرته على بلدتي كفرة وجازر والمزارع المحيطة لها بشكل كامل». وأشارت «زمان الوصل» إلى أن البلدتين اللتين سيطر عليهما التنظيم تقعان «ضمن المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها من قبل تركيا»، ونقلت عن قيادي في «الجيش الحر» تحميله الطيران الروسي و «جيش الثوار» المسؤولية عن تقدم «داعش» في ريف حلب الشمالي وتأكيده أن «الروس قصفوا مواقع الثوار خلال اشتباكهم مع التنظيم في المنطقة ونفذوا غارات جوية على بلدة كلجبرين القريبة من البلدة التي سيطر عليها التنظيم». وفي ريف حلب الشرقي، أشار المرصد إلى اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى في محيط قرية حميمة الكبيرة بمحيط مطار كويرس العسكري «وسط تقدم لقوات النظام في القرية». أما في ريف حلب الجنوبي، فقد تحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة أيضاً بين النظام وحلفائه وبين الفصائل الإسلامية والمقاتلة بما في ذلك «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ما أدى إلى مقتل ثلاثة من الفصائل الإسلامية. من جهتها، أوردت وكالة «مسار برس» المعارضة أن المعارضة قتلت «قائد لواء الإمام الحسين الإيراني خلال اشتباكات في الريف الجنوبي لحلب»، في حين تحدثت مصادر أخرى عن بدء المعارضة «المرحلة الثانية» من عملية استعادة ريف حلب الجنوبي من قوات النظام والميليشيات التي تعمل تحت إشراف إيراني. وفي محافظة حمص (وسط)، قال «المرصد» إن 6 مقاتلين من الفصائل الإسلامية بينهم قيادي محلي في حركة إسلامية، قُتلوا إثر استهداف قوات النظام لهم في محيط قرية كفرنان بريف حمص الشمالي، مشيراً إلى مقتل ثلاث مواطنات من عائلة واحدة جراء قصف لطائرات حربية «يُعتقد أنها روسية» على منطقة خنيفيس بريف حمص الجنوبي الشرقي، لافتاً إلى مقتل 8 أشخاص على أيدي قوات النظام في منطقة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي. ولفت «المرصد» إلى قصف قوات النظام قريتي القاهرة والعنكاوي بسهل الغاب في الريف الشمالي الغربي، فيما نفّذت طائرات حربية غارتين على بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي. وأضاف إن طائرات «يُعتقد أنها روسية» أغارت على مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي. وفي محافظة اللاذقية المجاورة، أشار إلى مقتل عنصر من قوات النظام في اشتباكات مع الفصائل المعارضة في الريف الشمالي.