دان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإسلامي المحافظ أمس، تصريحات أدلى بها صلاح الدين دميرطاش، زعيم حزب الشعوب الديموقراطي الموالي للأكراد، حول إمكان منح هذه الأقلية التي تعد 12 مليوناً من أصل 78 مليون تركي، حكماً ذاتياً، ووصفها بأنها «خيانة واستفزاز واضح جداً». وقال أردوغان وسط تزايد التوتر بين السلطات والأقلية الكردية بسبب حملة لا سابق لها للجيش ضد متمردي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرقي البلاد والتي اسفرت عن سقوط اكثر من مئتي قتيل في صفوف الانفصاليين من دون ان توفر المدنيين: «بأي حق يتحدث دميرطاش في اطار بنية واحدة عن انشاء دولة؟» وأضاف: «سيلقن الشعب والقانون حزب الشعوب ومسؤوليه الدمى درساً»، مذكراً بأن الدستور التركي يحظّر اي تقسيم لأراضي البلاد على أسس إتنية. وكان القضاء فتح اول من امس تحقيقاً في تصريحات دميرطاش. وأشار الى ان التطورات في سورية تزيد استعداد المسلحين الأكراد لمناهضة «الوحدة الوطنية»، مؤكداً ان الهجوم العسكري في تركيا وشمال العراق، حيث يتمتع «الكردستاني» بقواعد خلفية، مستمر «بتصميم بعدما اسفر عن مقتل اكثر من ثلاثة آلاف ارهابي منذ الصيف». ويشارك عشرة آلاف عسكري وعنصر امن اتراك في العمليات التي تستهدف خصوصاً تنظيم الشباب لدى «الكردستاني» الذي اطلق «انتفاضة» في نقاط داخل المدن بعدما دأب سابقاً على مواجهة الجيش التركي في الأرياف. وحتم ذلك فرض محافظي المناطق الكردية، خصوصاً جيزري وسيلوبي ونصيبين في منطقة سور، المدينة القديمة لدياربكر حيث تقيم غالبية الأكراد جنوب شرقي البلاد، اكثر من 50 قراراً بحظر التجول منذ منتصف آب (اغسطس) الماضي، ما اثر في حياة حوالى 1.3 مليون شخص، كما اعلنت اخيراً مؤسسة حقوق الإنسان التركية. وغادر عشرات آلاف المدنيين الى مناطق اكثر أماناً، بينما يواجه الباقون في منازلهم صعوبات بسبب انقطاع المياه والكهرباء وشبكات الهاتف الخليوي. وتعطل العمل في المستشفيات والإدارات المحلية كما اغلقت مدارس. وقتل العديد من المدنيين (129 وفق حزب الشعوب الديموقراطي) منذ استئناف المعارك بين الجيش وحزب العمال الكردستاني في الصيف الماضي بعد هدنة استمرت سنتين بين الطرفين وكان يؤمل بأن تؤدي الى حل سياسي للنزاع الكردي المستمر منذ العام 1984. وليل الإثنين، قتِل صبي في الخامسة من العمر كان يلعب امام منزله في احد احياء جيزري بالرصاص. وتحدث مراسل لصحيفة «حرييت» عن مشاهد حرب في سور التي تعتبر ابرز منطقة سياحية في ديار بكر، بينها حفر مقاتلين اكراد خنادق كبيرة ونصب حواجز.