استخدمت الشرطة التركية أمس، خراطيم مياه وقنابل مسيّلة للدموع، لتفريق آلاف في مدينة دياربكر جنوب شرقي البلاد، احتجوا على حملة أسفرت خلال أيام عن مقتل 54 من مسلحي «حزب العمال الكردستاني». تدخل الشرطة تزامن مع مؤتمر صحافي عقده رئيس «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي صلاح الدين دميرطاش، دعا فيه الى «مقاومة» حملة يشنّها حوالى 10 آلاف جندي وشرطي في بلدتَي جزرة وسيلوبي في محافظة شرناق حيث فرض الجيش حظر تجوّل. وتعتبر الحكومة أن العملية ضرورية للقضاء على مسلحين يسيطرون على البلدتين وأقاموا فيهما حواجز وحفروا خنادق. لكن ناشطين أكراداً يتهمون الجيش بتدمير مساحات ضخمة من البلدتين. وقال شهود إن الشرطة التركية استخدمت قنابل مسيّلة للدموع وخراطيم مياه لتفريق آلاف في دياربكر، نظموا احتجاجاً على حملة الجيش. وكانت أنقرة شهدت صدامات عنيفة الخميس، بين قوات الأمن وعشرات من الشبان المؤيدين للاكراد، والذين رشقوا الشرطة بحجارة وألعاب نارية، فردت الأخيرة باستخدام قنابل مسيّلة للدموع وخراطيم مياه. وأفادت وكالة «دوغان» التركية للأنباء بأن قوات الأمن اعتقلت ستة اشخاص، فيما رفع المتظاهرون، وهم طلاب في «جامعة الشرق الأوسط التقنية»، لافتة ضخمة كُتب عليها «الشعب الكردي ليس وحيداً»، ونظموا مسيرة نحو قصر الرئاسة، أجهضتها الشرطة. وأفادت وكالة «الأناضول» الرسمية التركية بأن قوات الأمن التركية تنفذ «ملاحقة ساخنة» لمسلحي «الكردستاني» في بلدتَي جزره وسيلوبي القريبتين من الحدود مع العراق وسورية. وأشارت الى مقتل «54 إرهابياً». وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن العمليات ستتواصل إلى حين «تطهير» المنطقة من المسلحين و «إيجاد مناخ آمن». وخاطب المسلحين قائلاً: «ستُبادون في المنازل والمباني، وفي الخنادق التي حفرتموها». ونقلت صحيفة «ميلّييت» عن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اتهامه قادة «حزب الشعوب الديموقراطي» ب «اللعب بالنار»، وتابع: «لو تأخرنا قليلاً (في شنّ الحملة)، كانوا يعتزمون إشعال حرب أهلية أوسع نطاقاً». لكن النائب عن الحزب الكردي فرحات إنغو اعتبر أن حظر التجوّل «تحوّل عملية لتدمير المدن». وأضاف في أسئلة برلمانية مُوجهة الى وزير الداخلية: «ما تفعله قوات الأمن من هجمات وقصف عشوائي، يرقى إلى شنّ هجوم شامل على الشعب الكردي من حكومة تريد حصار أحياء». على صعيد آخر، أفادت وكالة «دوغان» بأن السلطات التركية اعتقلت 11 شخصاً يُشتبه في انتمائهم الى تنظيم «داعش»، وبإعدادهم لهجوم على القنصلية الأميركية في إسطنبول. والمشبوهون هم سوريون وأوقفوا ومعهم جوازات سفر مزورة. وأشارت الوكالة الى أن الشرطة التركية ضبطت في مطار اتاتورك في إسطنبول، مع رجلين، واحدهما سوري يُشتبه في انتمائهما الى «داعش»، لدى وصولهما من بلد أوروبي، 150 جواز سفر، غالبيتها اوروبية، أُخفيت في «أفران بيتزا صغيرة». ولفتت الى أن جوازات السفر هي «أصلية»، لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن مصدر حكومي ان الجوازات «مزورة».