تجنّب الخطاب السياسي الجديد للمرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية، برني ساندرز، التعمّق في تفاصيل الأزمات الاقتصادية المحليّة، وركّز في صورة أكبر على قضايا ومشكلات السياسة الخارجية الأميركية. ونشرت شبكة "بلومبرغ" الإخبارية رسوماً بيانية تُظهر "الكلمات المفتاحية" التي استخدمها المرشحون الديموقراطيون في مُناظرة أخيرة بينهم، لتكشف التغير في توجّه ساندرز من التطرّق إلى الاقتصاد، إلى الحديث عن السياسة الخارحية. ويعرف عن ساندرز، السيناتور عن ولاية فيرمونت، قناعاته الاشتراكية وهجومه المتواصل على الشريحة الثرية في الولاياتالمتحدة، التي يصفها الإعلام الأميركي ب"الواحد في المئة" الأغنى. وشهدت المناظرة الأخيرة بين المتنافسين على ترشيح "الحزب الديموقراطي" الى انتخابات الرئاسة، تنافساً واضحاً بين هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز ومارتن أومالي حول قضايا عدة، من بينها السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. وأظهرت البيانات التي جمعتها "بلومبرغ" أن التحول في خطاب ساندرز استمر طوال المناظرة. وزادت نسبة الكلمات المفتاحية الخاصة بالسياسة الخارجية التي استخدمها ساندرز من نحو 0.4 في المئة في مناظرة 13 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لترتفع إلى 1 في المئة من كل الكلمات التي استخدمها السيناتور في مناظرة 19 كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وتراجعت نسبة الكلمات المفتاحية الخاصة بالاقتصاد من نحو 2 في المئة من كامل كلماته في مُناظرة تشرين الأول، لتنخفض إلى أقل من 1 في المئة في مناظرة 19 كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وشهدت المناظرة مواقف متعارضة بين ساندرز وكلينتون حول الازمة في الشرق الأوسط، إذ عبّرت وزيرة الخارجية السابقة عن تأييدها حل الأزمة السورية عبر تغيير النظام الحاكم في البلاد، بينما لم يؤيد ساندرز رأي كلينتون بل حضّ على تركيز الجهود الأميركية على محاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في سورية، ثم "التخلُّص من الأسد لاحقاً". ووُلد ساندرز، ذو الأصول اليهودية، في 8 أيلول (سبتمبر) 1941 في حي بروكلين في نيويورك، حيث نشأ لأبويين بولنديين هاجرا إلى الولاياتالمتحدة، وحصل على البكالوريوس في علم النفس من جامعة شيكاغو، وتولى في العام 1981 رئاسة بلدية برلنغتون، وفاز في 1990 بعضوية الكونغرس عن ولاية فيرمونت، ونال عضوية مجلس الشيوخ في 2006، ليُعاد انتخابه في 2012، وفقاً لموقع «بيو» الذي يعرض السير الذاتية للمشاهير. وأمضى ساندرز جزءاً من حياته في إحدى مستوطنات الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو يعتبر نفسه يهوديا غير متدين، ويشتهر بدعمه الكامل لسياسة إسرائيل، ويأمل في حال انتخابه أن يكون اليهودي الأول الذي يتولى منصب القائد العام للقوات المسلحة في أميركا، وهي إحدى صلاحيات الرئيس الأميركي.