استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في القاهرة أمس، وناقشا التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي أعلنت المملكة تشكيله ويضم 34 دولة بينها مصر. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف إن اللقاء «تطرق إلى التحالف الإسلامي الذي يهدف إلى تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والأفكار المتطرفة من خلال تشكيل آلية للتنسيق المشترك وتبادل المعلومات والبحث في حاجات الدول التي تواجه الإرهاب». كما تناول «تطورات الأوضاع الإقليمية في المنطقة، لا سيما في كل من سورية واليمن وليبيا، إذ توافقت الرؤى بين الجانبين على أهمية وقف نزيف الدماء والعمل على إنهاء هذه الأزمات في أسرع وقت ممكن». وأكد الرئيس المصري «أهمية القوة العربية المشتركة لتحقيق هذه الأهداف والحفاظ على الدول العربية»، لافتاً إلى أن «هذه القوة ليست موجهة ضد أي طرف، وإنما تحمل رسالة واضحة تعكس قدرة العرب على التكاتف والاصطفاف والدفاع عن مصالحهم في مواجهة التحديات». وشدد على حرص بلاده على «دعم جميع الجهود العربية والدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب والحد من انتشاره وتجفيف منابع تمويله وتسليحه». ورأى أنه «يتعين تعزيز الجهود العربية للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي يمر بها بعض الدول العربية، بما يضمن وحدتها وسيادتها على أراضيها، ويحفظ مؤسساتها الوطنية، ويصون مقدرات شعوبها»، مشيراً إلى «ما تمثله مناطق الأزمات من أرض خصبة تنمو فيها قوى التطرف والإرهاب». وأشار بيان رئاسي مصري إلى أن «الأمير محمد بن سلمان نقل إلى الرئيس السيسي تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مؤكداً وحدة المصير وقوة ومتانة العلاقات الاستراتيجية التي تربط الدولتين الشقيقتين... وأكد حرص المملكة على تعميق التعاون والتنسيق المتواصل بين البلدين، لا سيما في ضوء بدء أعمال مجلس التنسيق المصري - السعودي المشترك، والذي يمثل إطاراً للشراكة الوثيقة بين البلدين. كما أكد أهمية دور مصر في توحيد الجهود العربية في المرحلة الراهنة، بما يمكّن الأمة العربية من مواجهة التحديات القائمة، وفي مقدمها مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وإنهاء الأزمات القائمة في المنطقة». وأشاد الأمير محمد بن سلمان، بحسب البيان، «بما حققته مصر خلال الفترة الأخيرة على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والأمنية، مؤكداً موقف المملكة الثابت بدعم مسيرة التنمية في مصر والوقوف إلى جانبها»، فيما طلب السيسي نقل تحياته إلى خادم الحرمين، مشيداً ب «المواقف السعودية المقدرة إزاء مصر وشعبها»، ومشدداً على «ضرورة تعزيز التعاون القائم بين البلدين في جميع المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين». وأشار الناطق الرئاسي إلى أن اللقاء «تناول اجتماعات مجلس التنسيق المصري - السعودي المشترك الذي يهدف إلى تعزيز أواصر التعاون والتبادل التجاري والاقتصادي، على نحو يعكس خصوصية العلاقة بين البلدين». وكان الأمير محمد بن سلمان وصل أمس إلى مطار القاهرة حيث استقبله رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل. وسيترأس خلال تواجده في القاهرة وفد بلاده في الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي - المصري. وكان الاجتماع الأول للمجلس عقد في الرياض الشهر الجاري، بعد توقيع اتفاق إنشاء المجلس الشهر الماضي تنفيذاً ل «إعلان القاهرة».