التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بقصر الاتحادية الرئاسي، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي وصل القاهرة، صباح أمس، على متن طائرة خاصة، في أول زيارة له منذ توليه منصبه نهاية أبريل الماضي. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، إن السيسي بحث مع الجبير، سبل تعزيز العلاقات المصرية السعودية في شتى المجالات.. وكذلك القضايا الإقليمية والملفات الدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في اليمن وسورياوالعراق وليبيا، إلى جانب مناقشة آخر تطورات القضية الفلسطينية.. وذلك في إطار التنسيق المشترك والمتواصل بين مصر والمملكة. وبينما أعلن في القاهرة، عن مشاركة المملكة ومصر في المؤتمر الدولي لمكافحة إرهاب داعش، الذي سينطلق غداً في العاصمة الفرنسية باريس، نفى وزير الخارجية عادل الجبير ما تردد بشأن وجود خلافات بين القاهرةوالرياض فيما يتعلق بالأزمتين اليمنية والسورية.. مؤكداً على أهمية العلاقات بين البلدين، وحرص قيادتيهما على ترسيخها بشكل يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. وأشار إلى الشراكة السعودية المصرية تجاه كافة القضايا، داعياً لتكثيف التنسيق والتعاون حتى انفراج جميع الأزمات. وتساءل الجبير خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد ظهر أمس، مع نظيره المصري سامح شكري "لا أعلم من أين تأتي مثل هذه الانطباعات؟".. مشيراً إلى سعي البلدين للحفاظ على سيادة التراب السوري وحماية شعبه من البطش والقتل، وكذا الأمر بالنسبة لليمن، التي تعتبر مصر شريكا فاعلاً في مساندة الشرعية هناك، كما نوه أيضاً بالدور المصري في عاصفة الحزم. مسارات متعددة وأشار الجبير، إلى وجود مسارات متعددة لإيجاد حل في اليمن، يقوم على شرعية الدولة، وتنفيذ القرارات الدولية بهذا الخصوص، وأكد دعم كل الجهود الرامية لحل الوضع سلمياً، وكذا دعم كل الجهود الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني. أما فيما يتعلق بسوريا، أوضح أن الاتصالات مع روسيا، تتطابق مع الجهود المصرية، لإقناع الأسد للتخلي عن السلطة وحقن الدماء في سوريا. وأكد الجبير، أن الإرهاب لا يعرف ديناً ولا جنساً ولا مذهباً، داعياً دول العالم للتكاتف في مواجهته، حماية للعالم وللشعوب، مشيراً إلى التعاون القوي بين الرياضوالقاهرة في المجال الأمني، وأضاف: إن المملكة بادرت بتقديم دعم مادي للأمم المتحدة لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وقال: إن جهود المملكة في مواجهة الفكر والمتطرف ومعاقبة من يدعم هذه التيارات، مستمر حتى القضاء عليها. لن نسكت وعن التدخل الإيراني في الشؤون العربية، قال الجبير، إن إيران هي الدولة الوحيدة تقريبا التي تتدخل، رافضاً تدخل إيران ودعمها للإرهاب، وأعرب لتطلعه عن علاقات طبيعية مع إيران، بعد ضبط طهران لسلوكها، وأكد :"لن نسكت أو نقف مكتوفي الأيدي أمام التدخلات الإيرانية". تأكيد مصر من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، تطابق وجهات نظر مصر مع السعودية فيما يتعلق بأزمتي سوريا واليمن. وقال شكري: "مصر جزء من تحالف دعم الشرعية في اليمن". وأضاف، أن مباحثات اليوم، تناولت العلاقات الثنائية في مجملها سواء السياسية والاقتصادية أو الثقافية وأن "هناك رغبة مشتركة للاستمرار في العمل بشكل كثيف خلال المرحلة القادمة لتفعيل هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات أرفع تحقق طموحات الشعبين الشقيقين". وأوضح شكري، أنه تم أيضا تناول العديد من القضايا الإقليمية سواء المرتبطة باليمن وتحالف استعادة الشرعية في اليمن ووجوده على الساحة حاليا والسعي نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن والتفاعل الإيجابي مع المبعوث الأممي وأيضا استمرار العمليات العسكرية في إطار التهديدات التي تمثلها الأسلحة الموجودة في أيادي عناصر غير منتمية للشرعية في اليمن. وأكد شكري تطابق الرؤى بالنسبة لاستعادة الشرعية وتنفيذ قرار مجلس الأمن بالجهود والوسائل المبذولة لتحقيق الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني ورفع المعاناة عنه بقدر الإمكان، مشيرا إلى أنه تم أيضا بحث الأوضاع في سوريا وأهمية إيجاد الدعم للقوى المعارضة السورية الوطنية حتى تستطيع أن تفعل العمل السياسي لخروج سورية من أزمتها وفقا لمقررات جنيف1، بالإضافة إلى تناول تكامل العمل بين مصر والسعودية في دعم المعارضة الوطنية ومقاومة ما يتم من انتشار الإرهاب والعناصر الإرهابية على الساحة السورية. وأوضح شكري أنه تمت أيضا مناقشة التطورات في العراق وليبيا وقضية الإرهاب "وسوف نعمل على المشاركة في المؤتمر المقرر عقده بباريس، غدا الثلاثاء، لدول التحالف ضد داعش للتأكيد على الموقف العربي من أهمية التصدي لهذه الظاهرة بشكل شامل ومتكامل وعمل مشترك وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في هذا الشأن". وأعرب عن تطلعه لعمل مثمر مع نظيره السعودي خلال الفترة القادمة في ظل التحديات الراهنة، واصفا العمل المشترك بين مصر والسعودية بأنه لا غنى عنه للحفاظ بالنسبة للأمن القومي العربي. ونفى شكري أنه يتم الإعداد لمبادرة تتم بلورتها مع روسيا بخصوص سوريا، ولكنه أشار إلى تواصل الاتصالات مع روسيا لما لها من نفوذ. وحضر الاجتماع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد بن عبدالعزيز قطان، ورئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السفير أسامة نُقلي، ومدير عام مكتب وزير الخارجية محمد بن عباس الكلابي.