قال الكاتب، جمال الغيطانى، إن أشد ما يؤلمه ونحن نمر بالذكرى الثامنة لرحيل أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ الذى رحل عن عالمنا عام 2006 م إنها تمر مرور الكرام دون تقدير وإحياء من الدولة ، مشيراً إلى أن الأديب العربي الوحيد الذى تنطبق عليه لقب عالمي بجدارة هو نجيب محفوظ ، حيث لا يوجد مكتبة فى العالم وإلا فيها كتب وروايات له . وأضاف الغيطانى أن الذاكرة الثقافية فى مصر فيها انقطاع ولا يوجد اهتمام بأعمال وتاريخ نجيب محفوظ وخير دليل أنه لا يوجد كتاب يدرس لطلاب المدارس عن محفوظ على الرغم من قيمته الوطنية والعالمية، مشيرا إلى أن محفوظ الذى لا يزال بإبداعه وشخصه هو «المعلم الأكبر» فى مسيرة الرواية العربية ، موضحاً أن حضور محفوظ خارج مصر أكثر من الداخل وما زال العالم يحاول اكتشاف عالم الأديب العالمي ، موضحاً أن "محفوظ"، إستطاع تجسيد كل شخصيات الحارة في مؤلفاته ، سواء الفتوة ، والمرأة وغيرها من الشخصيات بعمق شديد . ولفت الغيطانى، إلى أن محفوظ حفظ تراث القاهرة القديمة ولولاه لضاع الكثير منها، كما أن هناك أماكن أكثر أهمية من التي ذكرها محفوظ في رواياته إلا أنها اختفت ولم يعد يذكرها أحد، لأنه لم يكتب عنها ، مشيراً إلى أن بعض الأدباء هم من افتعلوا أزمة رواية أولاد حارتنا . وأوضح الغيطانى أن معرفته بنجيب محفوظ بدأت منذ عام 1959م ولم تنقطع علاقته به حتى وفاته، مشيراً إلى أنه آخر شخص رآه محفوظ، مؤكداً أنه تأثر بالأديب نجيب محفوظ واستفاد منه كثيرا، لاسيما وأنه مؤسس الرواية الحديثة، وتعلم منه القدرة على ضبط الوقت، لافتاً إلى أن محفوظ عبر عن هموم المواطن البسيط وحياته اليومية في معظم رواياته، إضافة إلى المزج بين العامية والفلسفة المستوحاة من قضايا وهموم الحارة، وظهر ذلك في شخصية الفتوة. وتابع أن محفوظ هو الكاتب العربي الوحيد الذى تشعب فى مسارات الحياة كلها، وأصبح أيقونة فى الأدب الإنساني ما عدا فى مصر، لدرجة أنه لم يعد يحظى باهتمام نقدي يليق به، ولم تعد هناك إلا قلة تتذكر أدبه بين الحين والآخر، وهو ما يعنى أن كبار الكتاب ممن رحلوا والذين مازالوا على قيد الحياة سوف يتم نسيانهم .واقترح الغيطانى إنشاء ما يسمى بالمزارات المحفوظية تخليدا لذكرى الأديب العالمي ، مطالباً بإعلان منطقة زقاق المدق محمية ثقافية وهو المكان الذى أفرد له محفوظ رواية كاملة ليروي حكايات الجوانب الضيقة بالزقاق ويصنع منها عالماً يخلد تاريخ هذا المكان البسيط .