احتفلت تونس أمس، بالذكرى 58 للاستقلال في وقت تمر بمرحلة انتقالية صعبة أعقبت ثورة 14 يناير (كانون الثاني) 2011 التي أطاحت نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. ودعا رئيس الجمهورية الموقت محمد منصف المرزوقي «كل التونسيين والتونسيات إلى مزيد من العمل والأمل لكي نحتفل السنة المقبلة بتقدمنا خطوة جديدة على الدرب الطويل الذي سيجعل منا شعباً حراً تخدمه دولة فعّالة تحافظ على مصالحه المشروعة». من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات صباح أمس، بين وحدات من الحرس الوطني التونسي (الدرك) ومجموعة مسلحة في منطقة «ساقية سيدي يوسف» في محافظة الكاف شمال غربي البلاد، على الحدود مع الجزائر، من دون وقوع إصابات في صفوف قوات الأمن، وفق ما أكده الناطق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي. وكانت مجموعة مسلحة هاجمت المركز الحدودي في ساقية سيدي يوسف (القريبة جداً من الأراضي الجزائرية) واشتبكت مع عناصر الدرك قبل أن تلوذ بالفرار. ولاحظت وحدات الدرك أثناء عملية تمشيط المنطقة الحدودية آثار دماء في الغابة، يُعتقد أنها تعود لأحد العناصر «الإرهابية». ويشهد الشريط الحدودي بين تونسوالجزائر تحركات لمجموعات مسلحة شنت عمليات ضد وحدات الدرك والجيش. وتعتبر عملية «بيلاريجيا» في محافظة جندوبة الحدودية أهم تلك العمليات، حيث عمد المسلحون إلى نصب حاجز أمني وهمي، استغلاه لقتل عنصري أمن ومواطنَين قبل أكثر من شهر. وفي سياق متصل، اعتقلت وحدات مكافحة الإرهاب، مساء أول من أمس، تونسيَّين ولبناني إثر عملية دهم لمقر شركة اتصالات وإعلام في محافظة صفاقس (عاصمة الجنوب) بتهمة «التورط في تمويل شبكات إرهابية أجنبية». وأفادت مصادر أمنية بأن فرقة مكافحة الإرهاب دهمت شركة الاتصالات في المدينة بعد تلقي معلومات استخباراتية حول هذه المجموعة «التي تسعى إلى التحايل على الشركة التونسية». ونُقل المتهمين إلى العاصمة التونسية لاستكمال التحقيقات. يأتي ذلك في سياق تمكنت فيه الوحدات الأمنية والعسكرية من القبض على عدد من الخلايا المتورطة في دعم مجموعات مسلحة وأخرى تعد لعمليات إرهابية، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية. من جهة أخرى، حذّر وزير الداخلية لطفي بن جدو أمس، الناطق باسم الجبهة الشعبية (تحالف اليسار والقوميين) حمة الهمامي من وجود مخطط لاغتياله. وتعززت الحراسة الأمنية للهمامي وفي محيط إقامته وفق بيان لحزب العمال الشيوعي. وكان القيادي في حزب «نداء تونس» العلماني محسن مرزوق ذكر قبل يومين أن وزارة الداخلية عززت الحماية الأمنية لرئيس حزبه، رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي بعد ورود معلومات عن التحضير لاغتياله.