قتل عنصران من الحرس الوطني (الدرك) التونسي ومدنيَين في هجوم لمجموعة مسلحة «ارهابية وتضم اجانب»، في محافظة جندوبة التونسية المحاذية للحدود الجزائرية امس. ووقع الحادث في مدينة بيلاريجيا التي تبعد 160 كلم الى غرب العاصمة التونسية. وأفادت وزارة الداخلية في بيان ان دورية للحرس الوطني وقعت في مكمن للمسلحين عندما توجهت الى المدينة ليل السبت - الأحد، بعد معلومات عن عمليات سطو وقطع طرق هناك. وفتح المسلحون النار بكثافة في اتجاه دورية الدرك، ما اسفر عن سقوط القتيلين في صفوفها، اضافة الى جرح ضابط وجندي. ولاذ المسلحون بالفرار بعد قتل مواطنيَن وجرح اثنين آخرين، وكان المدنيون الأربعة احتجزوا كدروع بشرية لدى المسلحين. واستنفرت الوحدات الأمنية والعسكرية المنتشرة في جندوبة، وعمدت الى تمشيط المنطقة بحثاً عن الجناة، مستعينة بمروحيات عسكرية حلقت في اجواء التلال المجاورة لمحافظة جندوبة. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي ل «الحياة» ان «المجموعة الإرهابية التي نفذت عملية جندوبة، تضم أكثر من خمسة أشخاص تم التعرف على ثلاثة منهم يحملون الجنسية التونسية، والبقية أجانب»، مرجحاً ان يكونوا جزائريين. وأشار الناطق باسم الداخلية الى ان المجموعة المسلحة التي يرتدي عناصرها ثياباً عسكرية، أقامت حاجزاً أمنياً في الطريق الى مدينة بيلاريجيا (الريفية) وأوقفت سيارات مواطنين وسلبتهم أموالاً ومعدات. وتعتبر هذا المرة الأولى التي تُدخل فيها المجموعات المسلحة مواطنين في عملياتها، عبر إقامة حواجز لتفتيش السيارات، ما يعني ان هذه الجماعات تتمتع بحرية الحركة في عدد من المناطق بخاصة الريفية والقريبة من الحدود الجزائرية. يأتي ذلك غداة قصف قوات الجيش التونسي بالمدفعية الثقيلة العديد من مواقع الجماعات المسلحة في منطقة جبل الشعانبي القريب من الحدود االجزائرية، إثر رصدها تحركات عناصر متحصنة في الجبل. ورأى مراقبون ان عملية جندوبة التي أتت بعد أسبوع من نجاح الوحدات الأمنية في القضاء على أوكار إرهابية قرب العاصمة التونسية، شكلت رد فعل على سقوط الخلايا المسلحة المهمة بالنسبة الى الجماعات الإسلامية والتي فقدت خلالها قياداتها. وتتوجه الجماعات المسلحة الى تشتيت تركيز القوى الأمنية عبر القيام بعمليات استدراج من شأنها ان تخفف الضغط على الخلايا الأخرى. وكان الناطق باسم الجيش التونسي العميد توفيق الرحموني اعلن قبل يومين استعداد الوحدات العسكرية للقيام بعمليات واسعة ضد المسلحين المتحصنين في جبل الشعانبي. ويفسر بعضهم عملية جندوبة بأنها «خطة تكتيكية من المسلحين لتشتيت جهود الدرك والجيش في المناطق الحدودية حتى يتسنى للمطلوبين في الشعانبي الهروب». وتعيش تونس منذ اشهر على وقع تحركات مجموعات مسلحة في عدد من محافظات البلاد، أسفرت عن مقتل مسلحين، إضافة الى عدد من عناصر الحرس الوطني (الدرك) والشرطة والجيش. وعرف جبل الشعانبي الحدودي مع الجزائر عمليات تفجير ألغام إضافة الى ذبح تسعة جنود في تموز (يوليو) الماضي.