شن الطيران الحربي التونسي غارات مُكثفة على مواقع في جبل التلة بمنطقة قبلاط من محافظة باجة بغرب البلاد، يُعتقد أن "إرهابيين" يتحصنون بداخلها، وذلك عقب هجمات شنها هؤلاء ضد عدد من المراكز الأمنية. وقال مصدر أمني تونسي إن الجيش استخدم طائرات من نوع "أف 5"، ومروحيات في قصف هذه المواقع، ضمن إطار عملية عسكرية واسعة تواصلت لغاية فجر اليوم الجمعة، أسفرت عن مقتل مسلحين اثنين، وإعتقال ثالث. وكانت وكالة الأنباء التونسية الرسمية نقلت عن مصادر أمنية، قولها إنه تم العثور على اسلحة وكميات من مادة "الامونيتر" التي يمكن إستعمالها في صنع العبوات الناسفة، وذلك أثناء تفتيش منزل كانت "مجموعة ارهابية" تتحصن بداخله بعد أن اشتبكت في وقت سابق مع وحدة من الحرس التونسي (الدرك) في بلدة "قبلاط" من محافظة باجة الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر غرب تونس العاصمة. وأسفرت تلك المواجهات عن مقتل ضابط برتبة ملازم أول، وضابط صف برتبة عريف، بالإضافة إلى إصابة عريف آخر بجروح. ودفعت السلطات التونسية بتعزيزات أمنية وعسكرية إلى منطقة "قبلاط"، فيما زار وزير الداخلية لطفي بن جدو، العريف الجريح للإطمئنان الى صحته، حيث أكد في تصريح للصحافيين أن تنظيم "أنصار الشريعة" السلفي الجهادي المحظور هو الذي "يقف وراء هذه الأعمال الإرهابية". وأشار إلى إن عدد "الإرهابيين" المتحصنين في الجبال القريبة من منقطة "قبلاط" بمحافظة باجة، يتراوح بين 20 و25 عنصراً، و"هم محاصرون من قبل وحدات من الجيش والأمن". وكان مُسلحون هاجموا ليلة الأربعاء - الخميس مركزين للحرس التونسي (الدرك) في مدينة "غار الدماء" التابعة لمحافظة جندوبة القريبة، على الحدود مع الجزائر، من دون ان تسفر عن إصابات. وأعادت هذه الهجمات إلى الأذهان خطر "الإرهاب" الذي يتهدد تونس، خاصة وأن وحدات من الجيش ما زالت تقوم منذ أشهر بتمشيط المناطق القريبة من جبل الشعانبي بمحافظة القصرين القريبة من الحدود الجزائرية حيث تختبئ عناصر مسلحة تنتمي لتنظيم "أنصار الشريعة"، يُعتقد أنها متورطة في إغتيال المعارضين شكري بلعيد، ومحمد براهمي، وفي ذبح عدد من الجنود خلال شهر يوليو/تموز الماضي. يُشار إلى أن علي لعريض رئيس الحكومة التونسية التونسية المؤقتة، كان أعلن في 27 من شهر أغسطس/آب الماضي عن تصنيف تنظيم "أنصار الشريعة" ك"إرهابي".