أعلنت وزارة الداخلية التونسية امس مقتل عنصرين من قوات الحرس الوطني (الدرك) وإصابة ثالث خلال «مواجهة مع مجموعة إرهابية مسلحة بجهة قبلاط من محافظة باجة» (شمال غربي البلاد) والتي تبعد مئة كلم عن العاصمة، مضيفة ان العمليات الأمنية والعسكرية متواصلة للقبض على هذه المجموعة. ولم تعط الداخلية مزيداً من التفاصيل حول الحادثة «حرصاً على سلامة سير العمليات الأمنية ونجاحها» كما جاء في بيان الوزارة، داعية الإعلاميين الى عدم الخوض في اي تفاصيل أخرى الى حين انتهاء العملية. وصرح عمدة قبلاط عبد الرزاق الشريف الى وكالة الأنباء الرسمية بأن «المجموعة المسلحة قامت بعملية مباغتة لعناصر الحرس الوطني الذين كانوا بصدد التحري عن منزل يشتبه في ايوائه متشددين جهة «قبلاط» ذات الطابع الريفي»، وأضاف أن المجموعة المسلحة تتحصن بالمنزل (منزل تحيط به اراض زراعية) الذي تحاصره الوحدات الامنية بعد الهجوم المسلح وسط توقعات بأن يكون المنزل مخزناً للسلاح والمقاتلين. وتأتي هذه العملية بعد يوم من عملية مشابهة في محافظة جندوبة (شمال غربي البلاد) المحاذية للجزائر، حيث اطلق مسلحون النار على مركز لقوات الحرس (الدرك) الحدودي مع الجزائر، كما هاجم عدد آخر من المسلحين المركز الحدودي «فج حسين» التابع لمدينة «غار الدماء» الحدودية من المحافظة نفسها وتبادلوا اطلاق النار مع العناصر الامنية هناك قبل أن يتحصنوا بالفرار. وتعيش البلاد منذ اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في أواخر شهر تموز (يوليو) الماضي على وقع عمليات امنية وعسكرية ضد مجموعات مسلحة وعناصر من «أنصار الشريعة» التي تورطت في عمليات اغتيالات وتخزين وتهريب أسلحة في تونس، ما اكدته وزارة الداخلية. وكان وزير الداخلية لطفي بن جدو (مستقل) قد وضع تنظيم «أنصار الشريعة» السلفي الجهادي في خانة التنظيمات الإرهابية بعد ما اعتبره «تورطاً من هذه الجماعة في أعمال عنف واغتيالات وتخريب من شأنها ان تهدد أمن البلاد». في السياق نفسه، كشفت مصادر أمنية جزائرية، لإحدى الإذاعات المحلية، ان المسلحين الذين هاجموا المراكز الامنية الحدودية قدموا من مالي عبر الجزائر وليبيا، وأضاف المصدر أن من يقف وراء المجموعتين احد القياديين في «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي» ويدعى «أبو عبد الاله» وهو من المقربين من الأمير عبد المالك دروكدال. وذكر المصدر الجزائري «أنّ عناصر من جنسيات تونسية، جزائرية وليبية أرسلها المدعو «أبو الهمام» زعيم إمارة الصحراء التابعة ل «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي، وتتكون من حوالى 17 إرهابياً، بهدف فك الحصار عن المسلحين في منطقة «الشعانبي» بمحافظة القصرين (غربي البلاد) بأمر من عبد المالك دروكدال، موضحاً أن المدعو «أبو عبد الإله» مكلف بدور تنسيقي ولوجيستي بين الجماعات المسلحة الليبية والتونسيةوالجزائرية» على ما صرح به الى الإذاعة المحلية التونسية. وتعيش تونس منذ أواخر شهر نيسان (أبريل) الماضي على وقع عمليات تقوم بها القوات المسلحة في مواجهة مجموعات مسلحة تتحصن في جبل الشعانبي الحدودي مع الجزائر (غربي البلاد) والتي سقط ضحيتها عشرات العناصر من قوات الجيش والدرك، بالإضافة إلى قتل عدد من المسلحين والقبض على عدد آخر منهم وفق ما صرحت به وزارة الداخلية.