بدأ وفد من 30 رجل أعمال لبنانياً أمس زيارة لإيران، لاستكشاف سوقها ذات الإمكانات الكبيرة، وهم «مهتمون تحديداً بفرص الاستثمار في قطاع الاستهلاك، بما في ذلك شركات التوزيع والغذاء والاتصالات والتكنولوجيا والمطاعم والفنادق، فضلاً عن القطاعات الطبية وشبه الطبية والصيدلية وكذلك المال». وأعلن «تجمع رجال الأعمال اللبنانيين» أن الوفد الذي يرأسه فؤاد زمكحل يضم مستثمرين في هذه المجالات، من دون أن يغفل أن «الاستثمار في الثروة الناتجة عن النفط في اقتصادات إيران والبلدان المجاورة، خصوصاً على شكل استثمارات مفيدة في البنية التحتية ومشاريع التنويع، الهادفة إلى الحد من الاعتماد اقتصادياً فقط على النفط». وذكّر بأن «مسعانا هو اقتصادي ومالي واستثماري بحت بعيداً من أي اعتبارات سياسية أو غيرها». ولفت إلى «بعض المؤشرات التقويمية المثيرة جداً للاهتمام في سوق البورصة مقارنة بالأسواق الناشئة». وأكد التجمع ثقته في أن إيران «تستعد لتدفق محتمل من المستثمرين الجدد إلى سوقها»، مشيراً إلى أن البورصة «حسّنت بنيتها التحتية، فيما تحاول الجهات المعنية الامتثال بالمعايير الدولية في مجالات مثل رصد المستثمرين وحمايتهم». ولم يغفل أن إيران هي «الدولة الثانية في الشرق الأوسط لجهة عدد السكان الذي يزيد على 80 مليون نسمة بعد مصر، وفي عداد سكانها شباب (متوسط العمر هو 28 سنة)، ما يولد تحسناً إيجابياً بالنسبة إلى النمو الاقتصادي». وتوقع أن «ينعكس رفع العقوبات المحتمل والاستثمارات المتوقعة الجديدة على البطالة والاستهلاك المحلي، إذ تحتاج الاستثمارات الجديدة إلى اليد العاملة». وكان التجمع استضاف سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة في لبنان كريستينا لاسن، وأكد زمكحل خلال اللقاء ضرورة «بناء شراكات موثوقة مع رجال الأعمال الأوروبيين وخلق التآزر الإنتاجي بغية تنفيذ استراتيجيات جديدة للنمو والتطور». وقال: «نحتاج إلى زملائنا الأوروبيين كي نكون قادرين على النمو والتطور في أسواق جديدة، كما أنهم في حاجة إلينا للتطور في الأسواق العربية في الشرق الأوسط». وأعلن زمكحل أن لبنان «هو البوابة المفضلة تجاه منطقة الشرق الأوسط الذي يشهد حالياً مرحلة إعادة هيكلة، وهو يمثل سوقاً ضخمة مع استمرار تزايد الطلب». وأوضح أن «معظم شركات القطاع الخاص المحلية لدينا، تعمل وتستمر وتنمو من خلال فروعها ووجودها الإقليمي والدولي». ولم يغفل أيضاً وجود «حاجة إلى بعضنا بعضاً للدخول إلى الأسواق المتنامية في أميركا اللاتينية وأفريقيا، ويمكن إيران أن تمثل أيضاً حقلاً، تملك إمكانات كبيرة يجب استكشافها معاً». وأعلنت لاسن أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء «قدّمت للبنان ما يزيد على 500 مليون يورو منذ العام 2012، للاستجابة لمواجهة تداعيات الأزمة السورية من أصل 4 بلايين يورو للمنطقة». ولفتت إلى أن المشاريع التي موّلها الاتحاد في لبنان «شملت أكثر من 500 بلدية وقطاع التعليم المهني، وإدارة النفايات وحماية البيئة ورفع مستوى إدارة السجون، والتشغيل الآلي لمحكمة العدل في بيروت، ودعم الصناعات الإبداعية».