نفى وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان أمس وجود اتجاه لتعطيل اتفاق «الحريات الأربع» الموقع مع القاهرة، أو تخطيط الخرطوم لإجلاء رعاياها من مصر. وقال عثمان في تصريحات صحافية إن «المشاكل العالقة مع الشقيقة مصر لن تعالج بواسطة الإعلام، وإنما سيتم معالجتها في شكل مباشر بين الدولتين»، مشيراً إلى أن «قنوات الاتصال مفتوحة بين حكومتي البلدين». وأكد «قدرة الديبلوماسية السودانية على حل ومعالجة المشاكل العالقة مع مصر كافة». وأكد أن «الدور المهم والفاعل للديبلوماسية الرئاسية في البلدين قادر على حل مثل هذه المشاكل الطارئة». وأكد حرص بلاده على «أمن المواطنين السودانيين وسلامتهم أينما كانوا والحفاظ على كرامتهم، مثلما تحرص على علاقتها مع مختلف الدول». وكان نواب في البرلمان السوداني طالبوا بتجميد اتفاق الحريات الأربع المبرم مع القاهرة (التنقل والإقامة والعمل والتملك) أو إلغائه على خلفية اتهامات وجهوها إلى السلطات المصرية ب «إهانة وتعذيب وزهق أرواح بعض السودانيين»، وحملوها مسؤولية مقتل 16 سودانياً أثناء تسللهم الى إسرائيل. وفي القاهرة، دعا الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إلى «التحسب لمحاولات الوقيعة» بين مصر والسودان، مؤكداً «الالتزام الكامل» ب «تعزيز العلاقات والارتقاء بها». وقال خلال مؤتمر صحافي أمس رداً على أسئلة عن التدهور في العلاقات بسبب أوضاع ومعاملة السودانيين في مصر، فأكد أن «الأيام الأخيرة شهدت مشاعر وانفعالات نتيجة لمبالغات على المستوى الإعلامي تتعلق بأوضاع الإخوة والأشقاء السودانيين في مصر». وأشار إلى أن «بعض الدوائر الإعلامية السودانية وشبكات التواصل الاجتماعي ساهمت في تأجيج بعض المشاعر السلبية التي كان من الممكن أن يكون لها تأثير سلبي مضاعف إذا لم يلتفت اليها المسؤولون في الدولتين، وأيضاً الشعب المصري والسوداني، وذلك لخطورة هذا المنحى». وأشار إلى أن «الحكومة المصرية تعاملت مع الشكوى السودانية المتعلقة بأوضاع بعض السودانيين في مصر بأكبر قدر من الجدية، وذلك من خلال التصريحات والبيانات الرسمية الصادرة عن وزارتي الخارحية والداخلية والتي أكدت أن الاشقاء السودانيين في مصر لهم وضعية خاصة، وأنهم يعيشون فيها على أنهم مواطنون مصريون ولا يوجد أي استهداف لهم، ولكن إذا حدثت حالات فردية نتيجة لمخالفات قانونية محددة فإن القانون يتعامل مع المواطن السوداني مثلما يتعامل مع المصري من دون تمييز أو تفرقة». وأكد أن «الجالية السودانية في مصر كبيرة، وهي جزء من الشعب المصري ويتجاوز عددها ثلاثة ملايين شخص، وبالتالي فإذا تحدثنا عن حالة أو حالتين دارت حولها شكوك أنها تعرضت لأي نوع من المضايقات فلا يجب الوقوع في فخ التعميم وإعطاء صورة سلبية عامة عن تعامل مصر مع السودانيين». وأشار إلى لقاء وزير الخارجية سامح شكري وسفير السودان لدى القاهرة عبدالمحمود عبدالحليم قبل أيام وإلى إجراء شكري اتصالاً هاتفياً بنظيره السوداني إبراهيم غندور أول من أمس، مؤكداً «الاتفاق الكامل من الجانبين على أهمية التركيز على قوة ومتانة العلاقات، وضرورة التحسب لمحاولات الوقيعة بين البلدين الشقيقين والالتزام الكامل بالتوجيهات الصادرة للوزيرين من قيادتي البلدين بتعزيز العلاقات والارتقاء بها».