مازالت مصر تعيش في اجواء من التفاؤل في ان المستقبل يحمل الكثير من الخير لمصر ولمحيطها العربي.. وشهدت القاهرة خلال الاسبوع الماضي لقاء القمة بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير هذا اللقاء الذي صورته اجهزة الاعلام قبل ان يحدث انه جاء لازالة التوتر والخلافات الحادة بين (مصر والسودان) وان هناك الكثير من القضايا التي تحتاج الى حلول عاجلة حول موافقة السودان على انشاء سد النهضة .. وحلايب وشلاتين وغيرها من القضايا ولكن كانت النتائج التي اسفرت عنها القمة عكس كل ما ترقبه المراقبون السياسيون. القاهرة اعدت استقبالا تاريخيا للرئيس عمر البشير الذي وصل الى القاهرة وبصحبته عدد كبير من الاعمدة الرئيسية في الحكومة السودانية ووزراء الخارجية والدفاع والاقتصاد والاستخبارات العامة وكان الرئيس السيسي بانتظار هذا اللقاء مع اركان حكومته المصرية وخرجت القمة بعد ذلك لتعلن على العالم كله ان هناك اتفاق (مصري- سوداني) حول جميع القضايا المطروحة للنقاش ومنها دعم الاستقرار في ليبيا وقرر الرئيسان الارتقاء بمستوى اللجنة الثنائية الى المستوى الرئاسي لحل كل المشكلات التي تواجه البلدين الشقيقين. الرئيس عمر البشير اكد على عمق العلاقة التاريخية بين السودان ومصر وانه لن تنال من هذه العلاقة التاريخية اي قوى مهما كانت هذه القوى التي تحاول التأثير في هذه العلاقة.الجديد في الامر ان الرئيسين طالبا الاعلام ان يكون جسراً للوحدة والتكامل ولا يعمل على الفرقة التي قد تسيء للعلاقات الازلية التاريخية بين مصر والسودان.الرئيس البشير ضرب مثلا على ذلك في هذه الايام بان الناس تمشي على هوى (اعلامهم) مطالبا الاعلام بان يتحرى الحقيقة. الرئيس عمر البشير اشار الى ان هناك تطوراً مهما في وسائل النقل بين البلدين بعد افتتاح المعبر البري (اشكبت - قسطل) بين البلدين والذي سيعمل على زيادة حجم التجارة بين البلدين وستكون له نتائج ايجابية على صعيد تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين.بدالمحمود عبدالحليم سفير السودان بالقاهرة اشار الى ان هذه القمة تمثل نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين الشقيقين وتعزيز التعاون بينهما في كافة المجالات وقد ركزت على تعزيز التعاون والتكامل بين شطري وادي النيل فضلا على انها تمت في توقيت مع ستجدات اقليمية ودولية تهم البلدين وفي مقدمتها الاوضاع في ليبيا. وتم تفعيل اتفاق الحريات الاربع بين البلدين والتي تسمح بحرية التنقل بين مصر والسودان للمصريين والسودانيين وحرية الاقامة في البلد الآخر دون قيود وحرية التملك وحرية الدخول والخروج بدون تأشيرة.وسوف تشهد الفترة القليلة القادمة اجتماعاً بين سامح شكري وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني علي كرتي ومجموعة من الوزراء في البلدين وسيتم اللقاء في الخرطوم لتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين والاعداد لاجتماعات اللجنة العليا في نهاية العام الحالي .وقد اسفرت القمة المصرية السودانية عن 30 لجنة مشتركة تختص كل لجنة منها بملف محدد.الرئيس عمر حسن البشير ختم لقاءه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في القاهرة بلقاء صحفي عالمي قال فيه (نحن معك الى الامام) وان اتفاقه مع الرئيس السيسي لن تهزه اي رياح او عواصف. اما الرئيس السيسي الذي رحب اجمل ترحيب بالرئيس عمر البشير قال ان الزيارة تأتي في توقيت تتوحد فيه الارادة السياسية والشعبية في البلدين لتحقيق طفرة في العلاقات خلال المرحلة المقبلة بشكل يرقى الى تطلعات الشعبين ووصف المباحثات مع الرئيس عمر البشير بانها كانت ايجابية وعكست حرص القيادتين على تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك.الرئيس عمر البشير شدد على ان اتفاقية الحريات الاربعة تعطي امتيازات للمواطنين في البلدين وسيتم العمل على تفعيلها في المرحلة المقبلة لكي يكون للمواطن المصري الحق في التنقل والاقامة والعمل والتملك في السودان بكل حرية وكذلك المواطن السوداني.خلاصة القول ان مصر والسودان يدخلان مرحلة جديدة من التعاون والتكامل لصالح البلدين الشقيقين.