يحتفل معظم الاميركيين في 12 تشرين الأول (اكتوبر) من كل عام، بذكرى كريستوفر كولومبوس بصفته مكتشف القارة الاميركية. لكن، عاماً بعد آخر، يرتفع عدد الذين يرون انه لا يستحق هذا الشرف، وتعلو على مواقع التواصل الاجتماعي اصوات تدعو إلى إعادة النظر في منحه هذا اللقب. وظل يوم "كولومبوس" عطلة اتحادية لأكثر من 80 عاماً، ويحتفل به الأميركيون في الإثنين الثاني من شهر تشرين الأول (اكتوبر)، وتقام بهذه المناسبة في اماكن كثيرة عبر الولاياتالمتحدة الاميركية، مسيرات واحتفالات للاحتفاء بذكرى وصول مستكشف أميركا. لكن "يوم كولومبوس" يثير، وعلى نحو متزايد، الجدل في البلاد. فالبعض يقول أن الرجل لا يستحق أن يحتفل بذكراه، وأنه في حقيقة الأمر ليس الشخص الأول الذي عبر المحيط الأطلسي. ويعتبر البعض الآخر احياء ذكرى هذا اليوم احتفالاً بالاستعمار والاعتداء على السكان الأصليين للقارة الأميركية، فيما يقول آخرون ان كولومبوس لم يكن فقط مسؤولاً عن جرائم القتل والاسترقاق، بل كان أيضاً الراعي الرسمي للإرهاب في القارة الاميركية. ويفسر هذا سبب استخدام المغردين وسم "هاشتاغ" "#ColumbusDay" الذي ظهر أكثر من 120 ألف مرة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في الأسبوع الماضي، للاحتجاج على الاحتفال بذكرى كولومبوس. ونشرت تحت الهاشتاغ تغريدات عدة مناهضة لفكرة الاحتفال، فعلق أحدهم قائلاً "أنا أحتفل بذكرى كولومبوس بالمشي داخل منزل ليس لي وأدعي بأنه منزلي". وقال آخر " يوم كولومبوس هو ذكرى الإبادة الجماعية"، فيما شبه أحدهم "#ColumbusDay" بالعم المخمور الذي يخجل منه الجميع. وظهرت نسخة اسبانية من الهاشتاغ تحت اسم "Cristobal Colon" في المكسيك نحو ثمانية آلاف مرة، ولكنها تضاءلت مع هاشتاغ "#nadaquecelebrar" والذي يعني "لايوجد شيء لنحتفل به" والذي استخدم نحو 80 ألف مرة وتصدر قائمة التعليقات في جميع أنحاء أميركا اللاتينية. ويدعو الناس، بكلتا اللغتين لتغيير اسم المناسبة. وانطلقت حملة لتغيير التسمية من "يوم كولومبوس" إلى "يوم السكان الأصليين"، وظهر الهاشتاغ بالاسم الجديد نحو 16 ألف مرة على موقع "تويتر"، فيما ظهرت النسخة الاسبانية منه نحو 17 ألف مرة. ولم تقتصر الحملة على "تويتر" فقط. ففي خلال هذا العام اختارت تسع مدن أميركية الاعتراف ب "يوم السكان الأصليين"، وكانت مدينتا البوكيرك وبورتلاند من بين تلك المدن، بالإضافة إلى عدد متزايد من المدن التي تريد فعل الشيء نفسه، وكذلك فعلت مدينتا مينابوليس وسياتل العام الماضي.