احتدمت المنافسات في عالم الكرة السعودية، وبات العراك خارج الملعب أكبر مما يجري على الميدان بين عناصر الفرق، فاتجه المشجعون إلى منعطف «النكتة» وأخذوا في التندر على كل جديد يطرأ على الفريق المنافس، ما ذهب بالأمور إلى التعريف بكل ناد باسم وجبة معينة. ما يجري في الملاعب السعودية لم يعد مجرد تنافس على بطولة، بل السباق تحول إلى مضمار إطلاق الألقاب الساخرة، فالتصق بكل فريق لقب جديد يحمل قصة في ثناياه، فإن كانت نفسك تراودك لالتهام وجبة «فلافل» فلا عليك سوى الاتجاه لنادي النصر، الذي عرف عنه في الآونة الأخيرة تخصصه ب«الفلافل»، والقصة هنا تبدأ من تجمع لجماهير النصر قبل إحدى المباريات، وكان أعضاء مجلس جماهيره يجهزون لصناعة «تيفو» جماهيري لفريقهم، فقام أحدهم بالتقاط صور لتلك اللحظات المهمة، التي صاحبها عشاء بسيط عبارة عن فلافل، الأمر الذي استغلته الجماهير المنافسة بالتهكم على النصر وجماهيره وتسميتهم ب«جماهير الفلافل». في وقت لم تسلم فيه جماهير الهلال من تلك الألقاب، فالبداية كانت قبل مواسم عدة، حينما كانت رابطة المشجعين «الزرقاء» ترمز لقوة فريقها وتتغنى به عبر حملها لحوت في حجم كبير، ما دعا الجماهير الأخرى إلى التقاط فكرة معاكسة لما ترمي إليه الجماهير الهلالية، وراحت تطلق لقب «جماهير التونة» نظراً إلى تشبيه الحوت بسمك السردين الذي تصنع منه التونة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فمن خلال محاولة ظهور ساحر لمجلس الجماهير الهلالي برسمة تعبّر عن تاريخ الهلال الكبير، جهّز عشاق الأزرق عبارة سيرفعونها بأعلام صغيرة، إذ أرادوا كتابة «نادي القرن» فحدث خطأ بسيط، وظهرت العبارة بعد التنفيذ «نادي الفرن»، فأخذت تلك الرسمة منحنى آخر مشابه لما قبله، وأصبح المنافسون يتندرون بكل الوسائل على خطأ الجماهير الهلالية. أما وجبة «البروستد» الشهيرة فعرف بها المدرّج الشبابي، إذ تحدّث أحد الجماهير الحاضرة عن مباراة كان طرفها الشباب عبر برنامج تلفزيوني، مدعياً أنه مع مجموعة من زملائه يتقاضون مبالغ يسيرة، إضافة إلى وجبة «بروستد»، لأجل حضور مباريات الفريق الشبابي، ما جعل ذلك يلتصق وبشكل كبير خلال الفترة الماضية ب«جماهير الليث»، خصوصاً أن تفاصيل تلك الأحداث جرت قبل ثلاثة مواسم، وباتت فرصة للجماهير المضادة في تسمية الشباب بذلك الاسم. وإذا كانت الألقاب وجّهت إلى «ثلاثي العاصمة»، فإن قطبي الغربية لم ينجحا في الانضمام إلى غيرهم، والبداية كانت مع فريق الاتحاد الذي كلف تصريح لرئيسه السابق محمد فايز الجماهير الاتحادية الكثير، وجعل الخصوم يطلقون على «العميد» لقب «جماهير الشاورما»، إذ كان الفريق الاتحادي يعاني من أزمة مالية خانقة، وفي ظل بحث الإدارة عن زيادة مداخيل النادي، خرج الرئيس محمد فايز لاستنهاض الجماهير المُحبّة مطلقاً فكرة جديدة ستكون رافداً مهماً لخزانة النادي، إذ قال: «على الجماهير أن تدعم النادي بقدر ما تستطيع، فناديها بحاجة ماسة إليها، وبدلاً من شرائها شطائر شاورما تجاوزت ال10 ريالات، فعليها دعم ناديها بتلك القيمة، فالاتحاد أكثر حاجة»، وباتت جماهير الأندية المنافسة لا تنفك عن إطلاق ذلك لقباً على جماهير الاتحاد. وربما أن الرواية الأقل تداولاً بين الجماهير هي ما يتعلق بالنادي الأهلي، حينما أشارت بعض الأخبار إلى توزيع أكلة «السليق» الشعبية على الجماهير الحاضرة إلى النادي، قبل أن تبدأ بعض الجماهير المضادة باستخدام ذلك الخبر بغرض التهكم على «الفريق الأخضر». في هذا الموسم البالغ المنافسة اتسعت رقعة المنافسة بين الجماهير، خصوصاً مع كثرة وسائل التواصل الاجتماعي.