عندما تمتزج لغة الإبداع بدقة التنفيذ، فإن التميز حتماً سيكون حليف العمل، تلك المعادلة العادلة تنطبق تماماً على جماهير نادي النصر التي أبهرت النقاد والرياضيين كافة هذا الموسم في شكل لافت، وسحبت بساط الأضواء والنجومية من بقية جماهير الأندية السعودية بتشكيلات ال«تيفو» الرائعة، التي نقلت المدرجات الصفراء إلى الساحة العالمية، لتحاكي أشهر الأندية الجماهيرية في أوروبا وأميركا الجنوبية، فما تقدمه الجماهير النصراوية لم يعد مجرد أساليب تشجيع متطورة أو لوحات وأعلام وشعارات تشجيعية، إنما عقول شبابية وطنية ترجمت أفكارها العصرية الحديثة إلى ثقافة رياضية جديدة باتت تشكل العلامة الفارقة في مدرجات الملاعب المحلية. الملاعب السعودية عرفت ال«تيفو» للمرة الأولى مع جماهير النادي الأهلي قبل نحو ثلاثة مواسم، وذلك في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، ولكن مجلس الجمهور النصراوي الذي يلقى دعماً كبيراً من عضو الشرف حمد المبارك قدم هذا الموسم تميزاً جديداً ومختلفاً عما كان يقدمه جمهور الأهلي، ففي كل نزال لوحة فنية في غاية الجمال، تتبلور بأشكال هندسية ساحرة مطرزة بالقلوب الملونة بالأصفر والأزرق، تكتمل مع نزول لاعبي الفريق إلى أرضية الميدان، ما يشعل حماستهم ويزيد من عزيمتهم على تحقيق الانتصارات رغبة في إسعاد هذه الجماهير الوفية التي لم تتخل عن دعم فريقها في السراء والضراء، لتتزامن روعة ال«تيفو» الأصفر مع عودة النصر إلى منصات التتويج وساحة الأمجاد والبطولات. الرياضيون كافة باتوا يتطلعون في كل لقاء لمشاهدة لوحة إبداعية جديدة ل«التيفو النصراوي»، بعد استمتعت أعينهم بلوحات «نصر 60»، التي كانت بمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيس النادي، و«القلوب الصفراء والزرقاء»، ولوحة «شبه الجزيرة العربية» و«شعاع الشمس»، وأخيراً لوحة «كحيلان»، التي قدمها الجمهور في مباراة الفيصلي الأخيرة، إذ يبذل مجلس الجمهور النصراوي بقيادة تركي عبدالرحمن جهوداً كبيرة في سبيل أن يتسم تصميم ال«تيفو» بروعة التنفيذ على مدرجات إستاد الملك فهد الدولي. جمهور النصر أصبح علامة فارقة في هذا الموسم بعروضه اللافتة. (يزيد الضويحي)