في إشارة واضحة الى نيته الوقوف في وجه تجديد ولاية رئيس الوزراء نوري المالكي، طالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر امس اتباعه بالاستمرار في مقاومة «الظلم والطغيان الذي تسبب به الجاثمون على كراسي هشة»، ودعاهم الى «الاستعداد للمرحلة ليس سياسياً فقط». إلى ذلك، دعا المالكي الى «تضافر الجهود، من خلال عملية سياسية مستقرة» وحذر من استمرار «ظاهرة التقارب على اساس المذهب او الطائفة». وأحيا الآلاف من اتباع التيار الصدري امس مناسبة «يوم المظلوم» في محافظة ذي قار بحضور نواب ووزراء كتلة «الاحرار» وبمشاركة ممثلين عن الطوائف والكتل السياسية العراقية. وقال الصدر في كلمة وجهها إلى المشاركين في التظاهرة ألقاها نيابة عنه القيادي في التيار كاظم العيساوي: «أشكر تجشمكم الصعوبات التي ذللتموها حباً بعراقكم وحباً لقادتكم وحباً لقياداتكم، جئتم أفواجاً أفواجاً لتناصروا المظلومين الذين علت أصواتهم هنا في الناصرية الفيحاء، لتندد سلماً بالظلم والطغيان والفقر والعوز الذي تسبب به الجاثمون على كراسي هشة هي اوهن من بيت العنكبوت». وأضاف ان «وقفتكم المشرفة تلك لوأد كل ظلم ولإنقاذ العراق من وحش الفساد وفكر الطائفية ومن البطون التي لا تشبع حتى انها سرقت قوت الفقير والغني على حد سواء»، داعياً إلى أن «تكون المرحلة السياسية المقبلة مرحلتكم ولتكونوا انتم الصوت الأعلى، ليس سياسياً فقط بل كما كنتم الصوت الأعلى في مقاومة الاحتلال فسيكون صوتكم أعلى في حماية العراق من السراق والطائفيين الذين يسيل لعابهم للحروب كلما قربت الانتخابات ليثبتوا كراسيهم». وزاد أن «صوت الشعوب أعلى واكبر من صوت الظلم والطغاة»، مطالباً جميع لعراقيين ب «عدم التفرقة بين شيعي وسني ولا أي عراقي آخر خصوصاً إخواننا المسيحيين الذين كانوا وما زالوا يعانون الظلم». وعاد الصدر اول من امس الى محافظة النجف، قادماً من ايران، بعد زيارة لم يعلن اسبابها الحقيقية التقى خلالها زعيم المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم. أكدت كتلة «الاحرار» البرلمانية ان تظاهرة «يوم المظلوم العالمي جاءت للتعبير عن الظلم الذي يتعرض له الشعب العراقي». وقال رئيس الكتلة مشرق ناجي ان «التظاهرة تأتي للتعبير عن الظلم الذي يتعرض له العراقيون منذ عام 2003 والى اليوم وتقام كل عام في محافظة وهذه المرة جاء دور الناصرية»، مضيفاً ان هذه «التظاهرات تذكر الطواغيت بأن الشعب لن يسكت عن ظلمه مهما طال الزمن». وأضاف ان «الصدر طالب الجميع بالخروج اليوم وليس ابناء التيار الصدري وحدهم لان الجميع يتعرض للظلم والتظاهرات ستستمر حتى زوال الطغيان». يذكر ان انصار الصدر خرجوا في تظاهرات عدة الاسبوع الماضي، شهد بعضها مواجهات عنيفة مع القوات الامنية، للتنديد بتصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي الذي قال ان الصدر «حديث على السياسة، ولا يفهم أصول العملية السياسية». في هذه الاثناء، استغل المالكي كلمته في فعاليات الأسبوع الزراعي السادس الذي اقيم في بغداد امس، لتوجيه رسائل مختلفة. وأكد أن العراق ما زال «يعاني من ظاهرة التقريب على خلفية طائفية وعلى أساس الصداقة والقرابة والحزبية»، لافتاً الى ان «هذه الظاهرة هي الأخطر على الاقتصاد والتنمية في البلاد». وأوضح ان «العراق يحتاج إلى تضافر الجهود، من خلال عملية سياسية مستقرة، للنهوض بجميع القطاعات في البلاد فالاستقرار السياسي يعني تجميع الطاقات نحو البناء والإعمار». وأضاف أن «العراق لديه من الثروات ما يحقق سعادة كل أبناء الشعب»، مشيراً الى ان «تكثيف الجهود واستثمار موارد الدولة كافة في سبيل نهوض اقتصاد البلاد أمر يجب أن لا يختلف عليه أحد». وأعرب عن اسفه «لاستمرار ظاهرة تقريب فلان على خلفية طائفية وعلى أساس الصداقة والقرابة والحزبية». وشدد على «ضرورة أن يتم توزيع المناصب حسب الكفاءة، على رغم انف المسؤول». وأوضح ان «هناك حصاراً ظالماً فرض على العراق في زمن النظام السابق ما ترك أثاراً سلبية أضرت بالشعب ولم تضر النظام نفسه»، لافتاً إلى ان «الحصار كان شديداً وهو منهج اتخذته بعض الدول ومع الأسف أقره مجلس الأمن».