أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في حديثه عن أزمة المهاجرين في الاتحاد الأوروبي إن على العالم أن يتوقع مشكلات للاجئين لعقود مقبلة، كاشفاً عن فتح محادثات مع إيطاليا واليونان لتعزيز الجهود البحرية للحيلولة دون وقوع قتلى من اللاجئين السوريين الفارين عبر البحر. وقال أوباما خلال لقاء مع عسكريين إن الصراعات المسلحة والتغير المناخي سيسهمان في حدوث أزمات اللاجئين. وتظاهر عشرات الآلاف في لندن ومدريد ومدن أوروبية أخرى أمس، تأييداً لاستقبال اللاجئين. وقال منظمو «اليوم الأوروبي للتحرك من أجل اللاجئين»: «حان الوقت للتنديد بالحدود التي تسبب الموت والتي أُقيمت باسمنا». في موازاة ذلك، نُظمت تظاهرات ضد استقبال المهاجرين في بولندا وتشيكيا وسلوفاكيا مما يظهر انقساماً عميقاً في أوروبا حول المسألة. وأعلن رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان المؤيد لانتهاج سياسة متشددة إزاء الهجرة دعمه لخطة مساعدة بقيمة 3 بلايين يورو للدول المجاورة لسورية (تركيا، لبنان والأردن) التي تستضيف وحدها 4 ملايين لاجئ سوري في محاولة لحل الأزمة. وصرح أوربان لصحيفة «بيلد» الألمانية: «إذا دعت الحاجة إلى مزيد من المال، سنزيد المساعدات». وأضاف: «المهاجرون لا يأتون من مناطق نزاع بل من مخيمات تقع في دول على الحدود وكانوا فيها بأمان». إلا أن المستشار النمسوي فيرنر فايمان وجّه انتقادات شديدة الى أوربان شبّه فيها المعاملة التي يتلقاها اللاجئون في هنغاريا بالحقبة النازية. في سياق متصل، حذّر منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في سورية يعقوب الحلو من أن مليون شخص آخرين سينزحون عن ديارهم في سورية مع نهاية العام إذا استمرت الحرب، ما سيزيد على الأرجح تدفق اللاجئين إلى أوروبا. وحضّ الحلو على زيادة الدعم الدولي لجهود المساعدة التي تحتاج بشدة إلى تمويل وتهدف إلى توفير احتياجات السوريين في بلدهم أينما أمكن ذلك، محذراً من أن توقع شتاء قارس يجلب المزيد من الصعاب. وأضاف: «ستواجه أوروبا أزمة لاجئين تشبه الأزمة التي أدت إلى تشكيل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 1950». وقال الحلو: «هناك مليون نازح هذا العام ومن المتوقع أن ينزح مليون آخرون داخل سورية من الآن وحتى نهاية العام إذا استمر تصاعد العنف». وتابع: «من الأسلم افتراض أن المزيد من الناس سيتوجهون إلى أوروبا لأن الدول التي تستضيف هؤلاء اللاجئين وهي: لبنان والأردن والعراق وتركيا ومصر تصل في بعض الحالات إلى نقطة الانهيار». وتناقش منظمة التعاون الإسلامي اليوم، تكثيف دعم اللاجئين السوريين. وصرح الأمين العام المساعد لشؤون الإنسانية في المنظمة هشام يوسف إلى «الحياة» إن «المطلوب من الدول الأعضاء في المنظمة توفير الحاجات الخاصة باللاجئين السوريين وهي ضخمة، وتتطلب تكاتف الجهود من الجميع، والقيام بأدوار متعددة ومتباينة من دولة إلى أخرى، بما يحقق الوصول إلى حل لقضيتهم». وأشار يوسف إلى وجود أعضاء يستطيعون القيام بإجراءات داعمة. وأضاف: «هناك دول اتخذت خطوات ملموسة في هذا الملف، وباستطاعتها تقديم المزيد لدعم اللاجئين السوريين الموجودين في دول أعضاء في المنظمة»، لافتاً إلى أن عددهم في هذه الدول يصل إلى 4 ملايين. وأوضح أن هناك كثيراً من المطالبات التي يتوجب على الدول الأوروبية فعلها، في ما يخص ملف اللاجئين السوريين، مستدركاً بالقول: «هناك دول اتخذت خطوات كبيرة وملموسة في احتضانهم، وعملت على تغيير سياساتها بشكل إيجابي. ولكن هناك دولاً أوروبية أخرى تبنت سياسات لا تتماشى مع مبادئ التعامل الإنساني في هذه الأزمة، والتي استمرت نحو 5 سنوات». وقال يوسف: «إن الاجتماع الذي سيعقد اليوم (الأحد) له أجندة واحدة، تتلخص في مناقشة تطورات الأوضاع في ما يخص اللاجئين السوريين وتداعياتها الإقليمية والعالمية»، منوهاً إلى «أن هناك خطوات ستتبعها المنظمة في التعاطي مع هذا الملف». وزاد: «يجب ألا ننسى ما قامت به الدول الأعضاء في المنظمة، ولاسيما المحيطة بسورية، والتي تستضيف ملايين السوريين على أراضيها، وبذلت - ولا تزال - جهوداً مضاعفة وضخمة، وتزيد في كثير من الأحيان عن قدرات هذه الدول، وهو ما يتطلب توزيعاً منصفاً للأعباء الملقاة على عاتق الدول في هذا الملف». وأكد الأمين العام المساعد لشؤون الإنسانية أن «دول الخليج العربي، وفي مقدمها السعودية والإمارات، إضافة إلى الكويت وقطر، قدمت دعماً مادياً سخياً، إضافة إلى استضافتها أعداداً كبيرة من السوريين».