شارك آلاف الأوروبيين أمس، في تظاهرات جابت عواصم ومدناً عدة دعماً للاجئين الذين يتدفقون بأعداد كبيرة إلى القارة، فيما دعا رئيس حكومة هنغاريا فيكتور أوربان إلى تقديم مساعدات الى الدول المجاورة لسورية للحد من هجرة السوريين. في حين طلبت مستشارة المانيا انغيلا مركل دول الخاصرة الجنوبية لاوروبا بحماية حدود الأتحاد. (للمزيد) وسار آلاف البريطانيين في شوارع لندن وصولاً إلى مكاتب رئيس الحكومة ديفيد كامرون رافعين لافتات كُتب عليها: «افتحوا الحدود» و «اللاجئون إلى الداخل، المحافظون إلى الخارج». ودعا الزعيم الجديد لحزب العمال البريطاني جيريمي كوربن أمام عشرات آلاف المتظاهرين، إلى «إيجاد حلول سلمية» لمواجهة أزمة اللاجئين. وتظاهر حوالى 30 ألف شخص في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، دعماً لاستقبال اللاجئين. كما شارك حوالى 400 شخص في تظاهرة في بلدة بادبورغ الدنماركية على الحدود مع ألمانيا، التي يعبرها اللاجئون الراغبون بالانتقال إلى ألمانيا، فيما تظاهر حوالى 150 شخصاً في البلدة ذاتها في تحرك مضاد، مطالبين بإقفال الحدود. وفي العاصمة السويدية ستوكهولم، تظاهر حوالى ألف شخص للمطالبة بسياسات داعمة لاستقبال اللاجئين. وقال منظمو «اليوم الأوروبي للتحرك من أجل اللاجئين»: «لقد حان الوقت للتنديد بالحدود التي تسبب الموت والتي أُقيمت باسمنا». وتدعم جمعيات ومنظمات غير حكومية عدة على غرار «منظمة العفو الدولية» هذا التحرك، الذي يصادف قبل يومين على انعقاد اجتماع استثنائي لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي حول أزمة الهجرة. في موازاة ذلك، أُعلن عن تنظيم تظاهرات ضد استقبال المهاجرين في بولندا وتشيخيا وسلوفاكيا، ما يُظهر الانقسام العميق في أوروبا حول المسألة. من جهة أخرى، طالبت مركل اليونان بحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بشكل أفضل، كما دعت إلى حوار مع تركيا التي يعبر منها آلاف المهاجرين القادمين من سورية بشكل خاص. وقالت مركل خلال مؤتمر لحزب «الاتحاد المسيحي الديموقراطي» الذي تتزعمه، عُقد في برلين: «على اليونان أيضاً أن تتحمل مسؤولياتها» في حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي «غير المؤمنة حالياً»، إذ إن القسم الأكبر من اللاجئين يعبرون تركيا قبل الانتقال بحراً الى الجزر اليونانية ومن بعدها إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. وقالت مركل إنها تريد «بشكل عاجل» تعزيز الحوار مع تركيا حول سبل حماية حدود الاتحاد. وكررت القول إن المهاجرين الهاربين من الحروب أو الاضطهاد فقط هم الذين يمكنهم البقاء في ألمانيا. وأضافت: «أما الذي ليس في حاجة لحماية والذي يأتي لأسباب اقتصادية، مهما كانت مبررة، لن تكون له فرص بالبقاء عندنا». من جهته، أعلن رئيس وزراء هنغاريا المؤيد لانتهاج سياسة متشددة إزاء الهجرة، دعمه خطة مساعدة بقيمة 3 بلايين يورو للدول المجاورة لسورية (تركيا ولبنان والأردن) التي تستضيف وحدها 4 ملايين لاجئ سوري في محاولة لحل الأزمة. وصرح لصحيفة بيلد الألمانية: «إذا دعت الحاجة الى مزيد من المال، سنزيد المساعدات». وأضاف: «المهاجرون لا يأتون من مناطق نزاع بل من مخيمات» تقع في دول على الحدود وكانوا «فيها بأمان». في المقابل، انتقد المستشار النمسوي فيرنر فايمان، أوربان بشدة، مشبهاً المعاملة التي يلقاها اللاجئون في هنغاريا بالحقبة النازية. وقال فايمان لصحيفة «دير شبيغل» الألمانية، إن «تكديس اللاجئين داخل قطارات على أمل أن يرحّلوا بعيداً جداً يعيد إلى الذاكرة الحقبة الأكثر سواداً في تاريخ قارتنا».