حبست مباراة المنتخب السعودي مع نظيره الماليزي أمس (الثلثاء) أنفاس الجماهير، فما أن تجاوز «الأخضر» أزمته الفنية خلال المواجهة وشارف على تحقيق النقاط الثلاث إلا وقامت الجماهير الماليزية الحاضرة في الملعب بأعمال شغب مربكة، أجبرت الحكم على إيقاف المباراة قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقتين، وأمر اللاعبين بالدخول إلى غرف الملابس، ليغرّد بعد ذلك الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد عبر حسابه الرسمي في «تويتر»، مؤكداً أن عناصر المنتخب السعودي بخير وبعيدون عن أي مخاطر. وكادت المرحلة الرابعة من التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019 أن تشهد مفاجأة من العيار الثقيل عبر المجموعة الأولى، وذلك عندما أذهل المنتخب الماليزي المتابعين لمباراته وهو يستضيف المنتخب السعودي، إذ صبت غالبية الترشيحات في فوز «استعراضي» ل«الصقور»، عطفاً على نتائج المرحلة الماضية وتحديداً عندما أتخمت الإمارات شباك ماليزيا ب10 أهداف، وتخطت السعودية تيمور الشرقية بسبعة أهداف. ولكن مهرجان الأهداف المنشود لم يبدأ إلا عند الدقيقة ال(68) من زمن المباراة، بل وأن المفاجأة لا تكمن هنا وإنما في افتتاح ماليزيا بوابة التسجيل على عكس المتوقع، ذلك الهدف المتأخر كان بمثابة العقاب الصارم للاعبي «الأخضر» الذين لعبوا بأداء مغاير بعد تخلّفهم في النتيجة، ليلحقوا سريعاً بما فاتهم وينجح تيسير الجاسم بإدراك التعادل بعد تمريرة من يحيى الشهري (72)، ليكثف المنتخب السعودي محاولاته للتقدم واستطاع محمد السهلاوي أن يترجم تلك المساعي بهدفٍ ثانٍ إثر مساعدة من ياسر الشهراني (74)، قبل أن تتوقف المباراة في الدقيقة ال(88) نظير أعمال الشغب. وعلى رغم اللحظات العصيبة التي عاشها المشجع السعودي إلا أن «الأخضر» صعد إلى صدارة مجموعته الأولى في نهاية الأمر، مستثمراً نتيجة التعادل التي آلت إليها مباراة منتخب الإمارات ونظيره الفلسطيني، ليتنازل «الأبيض» عن مقعده محتلاً مركز الوصافة، يذكر أن الإمارات حلّ ضيفاً على منتخب فلسطين في مباراة تاريخية، إذ تعد المباراة الرسمية الأولى التي تستضيفها الأراضي الفلسطينية. من جهة أخرى، أكد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبدالله بن مساعد بعد نهاية مباراة المنتخبين الماليزي والسعودي مساء أمس (الثلثاء) سلامة بعثة «الأخضر» من أعمال الشغب الجماهيري التي شهدتها المباراة، قائلاً: «أفراد منتخبنا والبعثة بخير والحمدلله». بينما اتسعت دائرة المظاهرات التي شهدتها العاصمة الماليزية كوالالمبور أخيراً لتصل إلى مدرجات إستاد «شاه علم» الدولي، التي تطالب باستقالة رئيس الوزراء نجيب عبدالرزاق بسبب مزاعم عن جمعه تبرعات بملايين الدولارات لحساب مصرفي باسمه، إذ حضرت المظاهرات في مباراة المنتخبين الماليزي والسعودي، عندما دخلت جماهير كبيرة إلى مدرجات الملعب منتصف الشوط الأول وأخذت مكاناً لها في جنبات المدرجات، لتقوم في أواخر دقائق الشوط الثاني بإلقاء ألعاب نارية ودخانية إلى أرضية الملعب، إضافة إلى قذف المقاعد البلاستيكية للمدرجات بعد أن قام المتظاهرون بتفكيكها، ما حدا بحكم المباراة إلى إيقافها دقائق عدة، ومن ثم إعلانه نهايتها. ووفقاً لتقارير عدة لوسائل إعلامية ماليزية، فإن المظاهرات أطلق عليها اسم «حركة نظيف»، وهي تحالف لمنظمات غير حكومية، تضم إصلاحيين ناشطين على صعيد حقوق الإنسان، إذ يرتدي المتظاهرون قمصان صفراء ترمز إلى الحركة المنظمة، التي تجوب الشوارع وتلقي فيها كلمات وتصدح بالموسيقى وترفع للصلوات.